![]() |
الإذاعة رسالة من تحت الماء |
غمرت مياه السيول الجارفة ليلة الجمعة الماضية محطة الإذاعة الجهوية بمدينة روصو وحاصرت مدخلها العام وتجمعت عند بوابة استديوهاتها وحولتها إلى نهر يصعب خوض عبابه على غير المتمرسين في فن السباحة...وقد توقفت المحطة صباح الجمعة (26-08-2011) نهائيا عن بث برامجها الرمضانية التي عودت عليها مستمعيها طيلة ما فات من شهر رمضان المبارك.
عزف الضفادع
..
تفاجأ متابعو إذاعة روصو داخل المدينة وخارجها بغياب تام لبث الإذاعة الذي تعودوا عليه منذ فترة ليست بالقصيرة ، حيث جرت أمطار ليلة الجمعة بما لا تشتهيه سفن المحطة ومستمعيها فغابت كل برامجها فجأة وعلى حين غفلة ، ليحل محلها نقيق الضفادع المنتشية فرحة بالمياه الغامرة ، وقد هيمن نقيقها على كافة جوانب المحطة عازفا بذلك موسيقاه الخاصة التي ربما لم يألفها الكثيرون مثل ما ألفها سكان مدينة روصو في فترة الخريف.
إحدى الصحفيات في المحطة قالت بصوت تسيطر عليه الحسرة وكأنها تحدث نفسها "اليوم لن نسمع برنامج منبر الفقهاء ولا برنامج المسابقة الثقافية ، فلا صوت يعلو على خرير المياه ونقيق الضفادع".
![]() |
المهندسون في انتظار الحل |
بناية متهالكة ...
الصحفية المعروفة في المحطة الجهوية الأستاذة آسية بنت محفوظ أكدت" أنها تمتنع اليوم من دخول استديوهات المحطة بعد أن نجت من قطع الأحجار المتساقطة من سقف مبنى الإذاعة ، مؤكدة أن البناية لم تعد آمنة في مثل هذه الظروف وأن الوضع صعب ويحتاج إلى تدخل جدي وسريع.
بعض المهندسين غامروا بالدخول إلى مبنى المحطة الإذاعية لكنهم تجمهروا عند مدخل المكاتب التي غمرت المياه أبوابها ، دون أن يملكوا ما يفعلونه لشفط المياه المتدفقة.
ويعود تاريخ مبنى المحطة الجهوية لإذاعة روصو إلى عهد الاستعمار الفرنسي ، الأمر الذي بدا واضحا على طريقة بنيانها القديمة وعلى جنباتها المتهالكة ، ولعل ذلك هو ما دفع بعض المستمعين لطرح قضية الإذاعة على وزير التنمية الريفية الذي زار مدينة روصو مؤخرا ووعد بالنظر في وضعية مبنى الإذاعة.
الإذاعة تستغيث ..
يؤكد المشرفون على محطة الإذاعة الجهوية في روصو أنهم لم يتركوا بابا من أبواب السلطات المحلية إلا قرعوه مستغيثين وطالبين لنجدة تنقذ أجهزتهم التي كادت المياه تغمرها ، إلا أنهم لم يجدوا لحد الساعة من يستجيب لندائهم الذي يقولون إنهم أوصلوه إلى كل الجهات المعنية.
وبدل أن تكون الإذاعة صوت المواطن ومنبره الذي يخاطب منه الجهات الرسمية وغير الرسمية ويطرح مشاكله ويبحث لها عن حلول ، تحولت إلى منكوب يبحث عمن يغيثه بعد أن أوشكت على الغرق وصارت تتشبث بمن ينقذها.
فاقد الشيء لا يعطيه ..
![]() |
مدير الإذاعة في المستنقع |
مدير المحطة الإذاعية الأستاذ محمدو ولد سيد أحمد قدم إلى سوق المدينة المنكوب من أجل إعداد بعض التقارير عن وضعية السوق المزرية بعد أن غمرتها السيول الجارفة لكن أحد الفضوليين تساءل "من أي منبر ستبثون هذا التقرير" ، بينما علق آخر مستشهدا بالمثل المشهور "فاقد الشيء لا يعطيه".
* ينشر بترتيب خاص مع وكالة الأخبار المستقلة
* ينشر بترتيب خاص مع وكالة الأخبار المستقلة
لقد انقطع البث ثلاثة أيام بدل يوم الجتعة؟نرجوا منكم الدقة والصدق كما هو شعاركم
ردحذفاللع يالطف