04‏/07‏/2011

ولد الطالب: نسبة النجاح كانت معتبرة ونبذل جهودا مضاعفة لدمج أبناء العائدين

المدير الجهوي للتعليم بولاية اترارزة السيد محمد السالك ولد الطالب
قال المدير الجهوي للتعليم بولاية اترارزة محمد السالك ولد الطالب في لقاء شامل مع وكالة أنباء الأخبار المستقلة إن نسبة النجاح بشكل عام بلغت 97% على مستوى الولاية، موضحا أن الجهود المضنية التي بذلها الطاقم التربوي خصوصا الأساتذة والمعلمون قد آتت أكلها الإيجابي.

وأوضح ولد الطالب أن عدد المدارس الابتدائية في عموم الولاية يبلغ 413 مدرسة من بينها 136 مدرسة مكتملة، بينما يصل عدد التلاميذ في المستوى الابتدائي إلى 48505 تلميذا من ضمنهم 24287 بنتا أي نسبة 50،07%، وقد وصل عدد المعلمين المدرسين 1365 معلما منهم 811 عربيا و292 فرنسيا و262 مزدوجين.
     



أما بالنسبة للتعليم الثانوي فقد وصل عدد المؤسسات الثانوية إلى 34 مؤسسة، منها 8 ثانويات و26 إعدادية، بينما وصل عدد التلاميذ في المرحلة الثانوية إلى 9789 تلميذا منهم 4384 بنتا أي نسبة 45%، كما بلغ عدد الأساتذة المدرسين 414 أستاذا من بينهم 12% من النساء.

وفيما يخص الإضرابات الأخيرة اعتبر ولد الطالب أنها لم تؤثر على سير العملية التربوية ولا على نتائج التلاميذ، مبينا أن من أبرز المشاكل التي يعاني منها التعليم في الولاية مشكلة التغطية واختفاء الأساتذة والمعلمين في المناطق الوعرة..



فيما يلي نص المقابلة:

الأخبار: قبل أيام قليلة تم إسدال الستار على السنة الدراسية 2010-2011 كيف تقيمون هذه السنة في ولاية اترارزه؟

المدير محمد السالك ولد الطالب: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم، هذه السنة كانت جيدة بكل المقاييس، تم افتتاحها في الوقت المحدد دون أي تأخر، بخلاف السنوات الماضية التي كان يتأخر فيها الافتتاح على مستوى مدينة روصو نتيجة للفيضانات التي تغمر المؤسسات التعليمية في المدينة خلال فصل الخريف، وفي هذه السنة قامت الإدارة الجهوية بتنظيف هذه المؤسسات وإفراغها من مياه الأمطار حتى تكون جاهزة للعمل في الوقت المناسب وهو ما تم بالفعل، ورغم كل ما يقال يمكنني أن أأكد أن السنة الدراسية المنصرمة كانت ممتازة وجيدة بكل المعايير.


الأخبار: ما هي نسبة النجاح في عموم الولاية من خلال قراءتكم للنتائج النهائية؟


ولد الطالب: نحن الآن نشرف على نهاية تصحيح امتحان دخول السنة الأولى إعدادية والنتائج الأولية تظهر ارتفاعا جليا في عدد المتجاوزين، وعلى عموم الولاية فالنتائج التي وردت إلينا في التقارير الاختتامية تظهر أن نسبة النجاح بشكل عام بلغت 97% على مستوى الولاية، ويمكن القول إن الجهود المضنية التي بذلها الطاقم التربوي خصوصا الأساتذة والمعلمون قد آتت أكلها الإيجابي.


الأخبار: يعتبر بعض المهتمين بالمجال التربوي أن ولاية اترارزه من أكثر الولايات ارتفاعا في نسب النجاح، كيف ترون ذلك من خلال تجربتكم في الولاية؟


ولد الطالب: صحيح أن نسبة النجاح في الولاية دائما مرتفعة نتيجة لعوامل عدة من بينها الانتشار الكبير للمحاظر والكتاتيب داخل قرى ومدن الولاية الأمر الذي قفز بمستويات التلاميذ والأساتذة إلى مراحل عالية وساعد في تكوينهم، فالمحظرة في هذه الولاية خدمت المدرسة النظامية بشكل كبير وجلي، بالإضافة إلى المجهود المتميز الذي يبذله الأساتذة والمعلمون في الولاية، وهذه خصوصية تتميز بها ولاية اترارزه عن غيرها من الولايات، كما أن أغلب المدرسين فيها يتمتعون بتجربة كبيرة أكسبتهم خبرة جيدة الشيء الذي انعكس إيجابيا على مستوى الأداء.

الأخبار: كيف ترون تأثير الإضرابات الأخيرة على سير العملية التربوية في الولاية؟


ولد الطالب: لم نلاحظ أي تأثير يذكر لهذه الإضرابات لأنها جاءت في نهاية السنة الدراسية وبعد أن أكملت المقررات في بداية شهر مايو قبل الدعوة إلى الإضراب، والامتحانات الأخيرة أثبتت ذلك حيث أن التلاميذ جميعا لم يشكوا من أن سؤالا واحدا جاء في موضوع لم يدرسوه وفي ذلك بيان أن المقررات تم تقديمها جميعا، ومن خلال استطلاعنا لرأي الطلاب وتمكن الإدارة الجهوية من توحيد الامتحانات النهائية على مستوى الولاية تبين أن الإضرابات لم يكن لها أي تأثير على الإطلاق
.

الأخبار: شهدت منطقة شمامه عودة أفواج كثيرة من المبعدين إلى دولة السنغال، كيف تم إدماجهم في مجال التعليم؟


ولد الطالب: هناك 19 مدرسة ابتدائية افتتحت لهؤلاء اللاجئين خصوصا، كما أن هناك البعض من أبنائهم في مؤسسات التعليم الثانوي، ونقوم حاليا بالتعاون مع بعض شركائنا مثل اليونيسيف والصليب الأحمر الدولي بتقديم دروس تقوية لهؤلاء العائدين وخصوصا في مادة اللغة العربية حتى يتم إدماجهم بشكل جيد داخل مؤسسات التعليم، وبعد ثلاث سنوات من هذه العملية المتواصلة نلاحظ أن لها تأثيرا إيجابيا وملموسا في إدماجهم، وسنظل نواصل دعمهم بدروس تقوية حتى نقضي على الهوة التي تفصل بينهم وبين زملائهم في المدارس.


الأخبار: ما هي أهم العوائق التي تعترض سبيل عملكم في الإدارة الجهوية؟



ولد الطالب: هناك عوائق عدة، من أهمها عجز المدارس الابتدائية بشكل خاص عن استيعاب الأعداد الكبيرة من التلاميذ الذين وصلوا إلى مرحلة التمدرس نتيجة لقدم عهد كثير من مؤسسات التعليم وتهالكها وعدم صيانتها أو ترميمها من جديد، وكذلك من المشاكل المطروحة لنا أن ولاية اترارزه دائما ما تقارن بالعاصمة نواكشوط دون مراعاة أن هذه الولاية تضم حزام شمامه الذي يعد من أشد المناطق صعوبة في التغطية، فكثير من المدرسين يظنون أن ولاية اترارزه إنما تطلق على المناطق المجاورة لمدينة نواكشوط مثل واد الناقة وبتلميت وتكنت والمذرذرة، فهناك صعوبة كبيرة في إقناع المدرسين بالتوجه إلى مثلث شمامه لوعورته وعدم ملاءمته لكثير منهم.

هذا المثلث الشاسع الذي يضم مقاطعات كرمسين وروصو واركيز لا يمكن أن تتم تغطيته إلا بفئة الشباب نظرا لعجز الفئات الأخرى عن العمل في هذه المنطقة، لذلك نحن بحاجة ماسة إلى مجموعة من المدرسين الشباب حتى نتمكن من السيطرة على هذه المشكلة.

ومن أجل تحفيز المدرسين في هذه المناطق تم تعميم علاوة البعد لهذه السنة ولأول مرة حتى شملت جميع المناطق الداخلية، ونسعى إلى زيادة هذه العلاوة كما نرجوا أن تكون هناك علاوة تحفيزية خاصة بالمناطق الوعرة مثل انجاكو ولكصيبة وشمامه عموما.

ومن الملاحظ لدينا أن كافة المختفين من المدرسين هم من الذين يعملون في هذه المنطقة.


الأخبار: توجد في ولاية اترارزة مدارس تاريخية متهالكة، ما ذا عن هذه المدارس وهل تنوي الإدارة ترميمها؟


ولد الطالب: نهتم بشأن هذه المدارس ونحاول بمجهود الإدارة الجهوية والمفتشية أن نرمم ما يمكن ترميمه قدر المستطاع، لكن يجب أن نأخذ في الحسبان أن ترميم المدارس هو من مسؤوليات البلدية التي لازالت حتى الآن غائبة غيابا مطلقا عن القيام بهذه المسؤولية، لكننا بالتعاون مع بعض شركائنا الدوليين نطمح إلى أن ننفض الغبار عن هذه المؤسسات التاريخية ونرممها ونعيد إليها الاعتبار، ونحن فخورون بها وبتاريخها ونعدها من تراثنا العتيق.

الأخبار: ماذا عن عدد المؤسسات والأساتذة والمعلمين في ولاية اترارزه وكيف تقيمون أداءهم؟


ولد الطالب: عدد المدارس الابتدائية في عموم الولاية يبلغ 413 مدرسة من بينها 136 مدرسة مكتملة، بينما يصل عدد التلاميذ في المستوى الابتدائي إلى 48505 تلميذا من ضمنهم 24287 بنتا أي نسبة 50،07%، وقد وصل عدد المعلمين المدرسين 1365 معلما منهم 811 عربيا و292 فرنسيا و262 مزدوجين.

أما بالنسبة للتعليم الثانوي فقد وصل عدد المؤسسات الثانوية إلى 34 مؤسسة، منها 8 ثانويات و26 إعدادية، بينما وصل عدد التلاميذ في المرحلة الثانوية إلى 9789 تلميذا منهم 4384 بنتا أي نسبة 45%، كما بلغ عدد الأساتذة المدرسين 414 أستاذا من بينهم 12% من النساء.

وليس سرا أن الفضل في تميز هذه الولاية ونجاح التعليم فيها يعود إلى الدور الكبير الذي يقوم به الأساتذة والمدرسون، فقد أكدت ذلك مرارا وفي مناسبات كثيرة .. في الأيام التربوية وفي حفلات تقسيم الجوائز.

غير أن هذه الولاية تعاني كثيرا من مشكل التغطية، فهناك نقص حاد في عدد المدرسين خصوصا الأساتذة العلميين منهم، فخلال هذه السنة الدراسية تم الإغلاق على 24 أستاذا مكتتبا في عموم الولاية، من بينهم 19 أستاذا للمواد العلمية وهذا يظهر بوضوح حاجة الولاية الماسة إلى أساتذة المواد العلمية.

كما أن الإعداديات الـ26 في الولاية تحتاج إلى أساتذة متعددي الاختصاصات حتى تتم تغطيتها بشكل متوازن ومقبول.

الأخبار: منذ ثلاث سنوات وأنتم تشرفون على إدارة التعليم في الولاية، كيف تقيمون عملكم الإداري خلال هذه السنوات؟

ولد الطالب: أنا مرتاح لكوني أعمل في ولاية من أكثر الولايات من حيث عدد المؤسسات والمدرسين والطلاب، وأنا فخور بتجربتي في هذه الولاية.

لقد تسلمت مهام الإدارة فيها يوم 03 فبراير 2009، ولاحظت حينها أن هناك سوء توزيع للمدرسين داخل الولاية فاضطررت إلى تصحيح الوضعية من خلال تحويل كثير من المدرسين عن المناطق التي كانوا يدرسون فيها كما قمت بإغلاق جميع المدارس التي لا تخضع للمعايير المطلوبة والتي كانت تشكل عبئا على الدولة دون أدنى حاجة إليها، ولقد أثارت هذه الإصلاحات ضجة كبيرة في بعض الأوساط، لكنني مستعد لتحمل تبعات هذا الإصلاح، فكل ما قمت به هو إعادة توزيع سليمة لهؤلاء المدرسين لا غير.

وأأكد أن عدد المعلمين المختفين في الولاية إبان قدومي إليها كان يصل إلى 120 مختفيا، ونتيجة لهذه الإجراءات تقلص العدد حتى وصل في نهاية هذه السنة إلى 19 معلما فقط.

وهذا الاختفاء جاء نتيجة لفترات الفوضى والتسيب في السنوات الماضية حيث كانت تتم التغطية على المدرسين بواسطة طرق ملتوية منها التحويل الوهمي إلى الإدارات، وبالتعاون مع الولاية قمنا بوضع هؤلاء أمام الأمر الواقع إما أن يرجعوا إلى الميدان أو يتم تعليقهم، فعاد كثير منهم إلى مزاولة التدريس، وأشيد هنا بالدور البناء الذي قامت به الولاية حتى عادت الأمور إلى مسارها الطبيعي.

الأخبار: في الآونة الأخيرة قلصت ميزانيات التسيير حتى وصلت ميزانيات بعض المدارس الابتدائية داخل الولاية شهريا إلى مبلغ 600 أوقية فقط، كيف تفسرون هذا التراجع؟

ولد الطالب: أود أن أوضح بعض الجوانب الغائبة عن أذهان كثير من المراقبين في هذا المجال، فالميزانيات بشكل عام تم تقليصها بنسبة 75%، لكن ميزانيات التسيير في المدارس الابتدائية تتميز عن غيرها حيث أن مهمة تسيير المدارس المكتملة توكل إلى مديريها بينما يكلف مفتش المقاطعة بتسيير المدارس غير المكتملة، فيقوم بتوزيع المبالغ المخصصة للتسيير على هذه المدارس حسب المتاح.

والمعلومة ليست دقيقة مطلقا فلعل المقصود أن كل فصل تربوي تخصص له 600 أوقية وليست المدرسة بشكل عام، فيضرب المبلغ في عدد الأقسام، صحيح أنه سيكون مبلغا زهيدا لكن يجب أن لا ننسى كذلك أن ميزانيات التسيير لا تصرف من قبل المشرفين عليها في ما خصصت له أصلا، وعلينا أن لا ننسى كذلك أنه تم ترميم كثير من المدارس في الفترة الأخيرة علما بأنه إلى حد الساعة لم يصل من الميزانيات المخصصة للتسيير إلا الفصل الأول (يناير، فبراير، مارس)، إضافة إلى ذلك فأنا كمدير جهوي مهمتي هي أن أوقع على المحضر الذي أعدته ووقعت عليه مفتشية التعليم الأساسي.

الأخبار: هل من كلمة أخيرة؟

ولد الطالب: في الأخير أشكر كل الذين تعاونوا معنا وأخص بالذكر مكتب رابطة آباء التلاميذ الذي كان له دور فاعل طيلة السنة الدراسية، كما أشكر الأساتذة الكرام على الجهود والتضحيات التي بذلوها في سبيل إنجاح السنة الدراسية، كما أشكر كافة أفراد الطاقم التربوي الذين كانوا على مستوى المسؤولية، دون أن أنسى وكالة الأخبار المستقلة للأنباء التي أتاحت لنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق