08‏/04‏/2011

"لكوارب" في قلب شمامه (مقـــابلة)

"لكوارب" تلتقي بالسيد: أحمد ولد بركه  في قلب شمامه
في حدود الساعة الواحدة زوالا وفي أقصا الشرق من بلدية  روصو، حين كان فريق "مدونة لكوارب" يجوب أعماق شمامه في رحلة إنتاجية في بلديتي روصو وجدر االمحكن تراآ لنا بعيدا عن قريته "ارغيوات" السيد أحمدو ولد بركه وهو يصارع بعربته المتواضعة تضاريس شمامه الوعرة ويغالب عواصفها الهوجاء بحثا عن لقمة العيش وسعيا من أجل إغناء نفسه وذويه عن مد اليد للغير، فكان لنا معه اللقاء التالي:  


مدونة لكوارب: في البداية حبذا لو تفضلتم بتقديم شخصكم الكريم لقراء المدونة؟
أحمدو ولد بركه: اسمي هو أحمدو ولد بركه، والدي أحد مؤسسي هذه القرية، وأملك مخبزة في قرية "ارغيوات" وأزاول أعمال الزراعة إضافة إلى عملي كصاحب مخبزة.
مدونة لكوارب:هذا الحطب الذي نراك تجلبه للقرية هل هو للبيع؟
أحمدو ولد بركه: لا، إنما أستجلبه للمخبزة التي أعمل فيها.
مدونة لكوارب:ما هو سقف إنتاجكم اليومي من الخبز؟.
السيد: أحمد ولد بركه (تصوير لكوارب)
 أحمدو ولد بركه: في الحدود الوسط ننتج حوالي 80 خبزة أو 120 كحد أعلى، وفي بعض الحالات تنفد هذه الكمية وفي بعض المرات يبقى البعض منها.
  مدونة لكوارب: هنا في شمامه هل تتوفر لكم مصادر الحطب بوصفها وقود ا ضروريا للمخبزة؟
أحمدو ولد بركه: لا، ليس متوفرا، إنما في الأغلب نستهلك حطب شجر "أكرون لمحاد" لأنه ليس محرما من طرف سلطات حماية البيئة، أما شجر "آمــور" فلا يحتطب منه إلا إذا كان يابسا، وهذا في الحقيقة لا نتيجة منه.
مدونة لكوارب: ما هي أهم المشاكل المطروحة  بالنسبة لكم؟
سيدات من قرية ارغيوات رفقة أحمد ولد بركه (تصوير لكوارب)
أحمدو ولد بركه: هذه القرية تأسست حوالي 1954 ومنذ ذلك الحين لم تحصل على أي مصدر للمياه الصالحة للشرب، فلا زلنا حتى الآن نجلب الماء على الحمير من النهر السنغالي مباشرة دون تصفية، علما بأن النهر في هذه المنطقة ملوث بالمواد الكيماوية التي تستخدم في إصلاح المزارع.
مدونة لكوارب: كم يبعد منكم النهر السنغالي؟
أحمدو ولد بركه: من الجهة الجنوبية يبعد منا حوالي 2 كلم ومن الجهة الشمالية يبعد منا 1.5 كلم، فمشكلة المياه بالنسبة لنا هي أكبر تحد يواجهنا منذ عشرات السنين، فبعض سكان القرية يعقم المياه بجافيل والبعض الآخر يكسل عن تعقيمها ويشربها مباشرة، الأمر الذي ينعكس على صحتهم سلبيا.
مدونة لكوارب: شهدت أسعار الخبز في الآونة الأخيرة اضطرابا في بعض المدن، فماذا عن مخبزتكم؟
 أحمدو ولد بركه: لم نحدث أي زيادة في الأسعار لأن سكان القرية يعيشون في فقر شديد، فوضعيتهم لا تتحمل زيادة الأسعار، صحيح أن مادة "الفارين" ارتفع سعرها، فقبل فترة وجيزة ارتفع سعر الخنشة من 8400 أوقية إلى 9200 ولكن لا يمكنني أن أزيد سعر الخبز نظرا لوضعية سكان القرية.
مدونة لكوارب: رغم تواضع مخبزتك وارتفاع  سعر دقيق "الفارين" كنت مصرا على استقرار سعر الخبز، فما هي الرسالة التي توجهها بهذا الخصوص إلى أصحاب المخابز في المدن الكبيرة؟.
أحمدو ولد بركه: على كل حال نحن نستهجن هذا الواقع فنحن شعب ضعيف، ولا نعيش إلا بهذه الضروريات البسيطة، فنرجوا أن يساعدونا وإلا فلا يمكننا التكيف مع هذا الارتفاع المستمر لأسعار المواد الضرورية، فأقسم بالله إن من بين أسر هذه القرية من يبيت دون أن يحصل على عشاء، بل يحصلون على الغداء فقط بعد جهد ولأي، قد نسمع من حين لآخر بأن السلطات ستوزع مساعدات على الناس، ولكننا حتى الساعة لم نستفد منها، وحتى إن حصلت الاستفادة فإنها تقتصر على بعض الأسر، وبنسب ضعيفة للغاية حيث تحصل الأسرة على أقل من كلغ واحد، ونحن نود أن تكون المساعدات أكثر من هذا وشاملة لكل أسر القرية.
مدونة لكوارب: كيف تلمسون ما تتحدث عنه السلطات من جهود لتخفيض الأسعار؟
أحمدو ولد بركه: لم نر شيئا مما نسمعه، ولم نستفد من أي مشروع، وما يقال عن فتح حوانيت بيع بأسعار مخفضة لم نشاهده وإنما نسمعه عن طريق الإذاعة فقط.
مدونة لكوارب: أنتم تتبعون لبلدية روصو، فما ذا قدمت البلدية لسكان هذه القرية؟.
أحمدو ولد بركه: لا علم لي بأي جهد قدمه العمدة الحالي في البلدية لأهل هذه القرية، وفي السابق أيام كان "صو محمد دينا" عمدة للبلدية لم يبخل علينا بشيء، فقد حفر ثلاثة آبار ولكنها كانت مالحة، وبنى لنا قسمين للمدرسة كما بنى مسجدا للقرية، أما العمدة الحالي فلم يقدم لنا أي شي ء.
مدونة لكوارب: ماذا عن الصحة في القرية؟
أحمدو ولد بركه: هذه القرية لا توجد بها أية نقطة صحية، لذلك نلجأ دائما إلى المستشفى الجهوي في روصو، وكانت الطريق في السابق صعبة ووعرة مما يضطرنا إلى حمل المريض على الحمير، ولكن منذ حوالي سنتين سهل الأمر بعد مرور طريق روصو ــ بوكي على قريتنا.
أحمد ولد بركه يهم بمغادرة فريق المدونة
مدونة لكوارب: ما هي الرسالة التي توجهونها للسلطات الإدارية في المنطقة؟
أحمدو ولد بركه: نحن نعاني من مشاكل كثيرة وعامة، غير أن المشكلة الأكبر بالنسبة لنا جميعا هي مشكلة المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى ذلك قريتنا منسية تماما فنرجوا أن يلتفت إلينا، فمنذ تأسيس هذه القرية 1954م قبل الاستقلال، والناس يعتمدون على الزراعة فقط، وفي فترة حكم الرئيس معاوية استولى كثير من رجال الأعمال قهرا  ــ بطريقة أو بأخرى ــ على مزارع القرية (المصدر الوحيد لأرزاقنا)، ولم يبق لساكنة القرية من مزارعهم إلا ما يعادل 43 هكتارا موزعة بين كافة أفراد القرية، نضطر لزراعتها في الفترتين الصيفية والشتوية، .. نحن محاصرون في هذه القرية بلا ماء ولا صحة ولا أي شي ء.

مدونة لكوارب: لو أتيحت لك فرصة توصيل رسالة لرئيس الجمهورية ماذا ستقول؟
أحمدو ولد بركه: أقول له نحن هنا في قرية "ارغيوات" منسيون تماما، فلا صحة ولا مياه صالحة، والمساعدات إذا أعلن عن توزيعها نحرم من حصصنا، ولم نستفد من أي عملية تضامنية سواء في رمضان أوفي غيره، نحن لا يمكن أن نعيش بالكذب أو السرقة، وفي الحقيقة لا أدري كيف يعيش الناس هنا .. أوضاعنا مزرية لا توصف.                        

هناك تعليق واحد:

  1. هذي الشغل زين أنتوم مانكم بسيطين .. شكرا لأبنائنا البررة

    ردحذف