30‏/11‏/2010

ثانوية كبلاني بروصو..ربوع تكوين الرؤساء والأطر الموريتانيين

إعدادية كبلاني أنشئت 1945
لم يبق من ثانوية كبلاني في روصو إلا بقايا حجرات قليلة، وبعض من السكن الداخلي، لكن بناياتها أيضا لا تزال صامدة، وقوية جدا، ولذلك أعيد ترميم أغلبها وإعادة طلائها بألوان جديدة ليحمل اسم " المعهد العالي للتكنلوجيا في روصو"

أغلب طلاب المعهد لايعيرون اهتماما كثيرا لرمزية المكان الذي هم فيه، وأغلبهم أيضا لا يعرف أن في هذه الثانوية درس المئات من الأطر الموريتانيين من بينهم من أصبح رئيسا للدولة والجمهورية، وآخرون تولوا مناصب سياسية كثيرة.

بينما يؤكد أحد الطلاب أن كل ما يعرفه هو أن "لغة كبلاني" لا تزال اللغة الرسمية للتدريس.

في سنة 1945 أسس الفرنسيون في مدينة لكوارب المدرسة الابتدائية العليا لتتحول بعد ذلك في سنة 1947 إلى إعدادية،ولتبدأ رحلة تخريج الأطر الموريتانيين.

كما أن هذه الثانوية شهدت ميلاد العديد من الاضطرابات، وفيها بدأت الاضطرابات العرقية بين الطلاب العرب والزنوج، كما اضطرت السلطات في كثير من الأحيان إلى طرد بعض طلابها لممارستهم أنشطة سياسية تعارض خط الدولة، حسب تبريرات الإدارات في ذلك التوقيت.


كما أن من بين طلابها ثلاثة على الأقل من رؤساء موريتانيا السابقين هم محمد خونه ولد هيداله، ومعاوية ولد الطايع وسيدي ولد الشيخ عبدالله، إضافة إلى رئيس البرلمان الحالي مسعود ولد بلخير، علاوة على المئات من رجال موريتانيا الآخرين الذين خلدوا أسماءهم في ذاكرة العمل السياسي والإداري في موريتانيا.

ومع بداية الثمانينات بدأت إعدادية كبلاني تفقد مكانتها لتتحول إلى مجرد ثانوية صغيرة، بعد أن انتشرت مؤسسات التعليم في كثير من مقاطعات موريتانيا، منهية بذلك عهدا طويلا ظلت خلاله الثانوية الوحيدة في موريتانيا.

وشهدت روصو أيضا في سنة 1951 دخول أول دفعة نسائية إلى الثانوية، كان من بينهن الوزيرة السابقة عيشة كان.

الثانوية أيضا ..حضرت بقوة في الأدب العربي، وخلد لها الأديب المختار ولد مولاي اعل مقطوعات حسانية متميزة.
من بينها:

ذل ليعات شقبوك
انفد مستكبل هارب
ليست لكواب سعد بوك
ينت ليست لكوارب

أو قوله
نكري ولد آدم منسبل *** ر نفيسه دحــمــيسه
كبلت ليسه ماتم كـــل *** دحميسه كبلت ليسه




فاصا مامادو طالب ومدرس ومدير دروس سابق في ثانوية كبلاني

لا يتذكر فاصا مامادو الطالب والأستاذ ومدير الدروس في ثانوية كبلاني بمدنية روصو كثيرا من التفاصيل، لكنه لا ينسى دراسته للابتدائية في المدرسة الوحيدة حينها في مدينة لكوارب والتي توجد الآن في مقر قيادة الدرك بروصو.

ويقول فاصا الذي تحدث لمراسل وكالة ا"لأخبار" المستقلة بروصو: في سنة 1950 درست في المدرسة رقم 1، كان ذلك العام أيضا عاما خاصا، لأنه عام "سيل لكوارب" وبعد 1955 انتقلت إلى ثانوية روصو.

ويتذكر فاصا من رفاقه السابقين في الثانوية كلا من الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله،ومحمد خونه ولد هيداله،كما يتذكر لاحقا أنه درس عدة شخصيات كبيرة ومهمة،كان من بينهم مدير ديوان الرئيس هيدالة الأستاذ محمد عبد الرحمن ولد صيبوط.

ويقول "فاصا" كانت الظروف حينئذ جيدة ومتميزة "ولقد تمكنت حينها من التعرف على طلاب موريتانيين من كل أنحاء موريتانيا، كنا أسرة واحدة، وأغلب هؤلاء أصبح لاحقا من أطر موريتانيا ووزرائها وقادتها في كل مجال"

"فاصا" يتذكر أول امرأة درسته يصفها بالمتشددة، وقد كانت تثير الضحك بالنسبة للطلاب الذين كانوا ينظرون إليها بسخرية.

ويتذكر "فاصا" الذي يزيد على سبعين سنة، أن ظروف الطلاب ومستوياتهم كانت أحسن كثيرا عندما كانوا يدرسون في ثانوية كبلاني من وضعياتهم اليوم " لقد كانوا جادين ومتميزين وكانت أخلاقهم جيدة، أما اليوم فالمستويات في الحضيض".

ولا ينسى "فاصا" التعريج على رحلته للتعليم، حيث تم تحويله إلى ثانوية في سينلوي، حيث التقى أول ممرض موريتاني هو صار مامادو، كما التقي خلال سنتي 1958 -1960 كلا من سيدي المختار ولد يحيى أنجاي..والمختار ولد داداه....رحم الله الجميع -يقول فاصا- ...لقد مات الكثير ..لكن الكثير أيضا من هؤلاء لايزالون أحياء بحمد الله.

"فاصا" الذي عمل مدرسا في لعيون وكيهيدي قبل أن يتحول إلى مدرس ثم مدير دروس في ثانوية كبلاني بروصو ظل يرفض الانتقال من مدينته، وحتى عندما أجبرته السلطات على الانتقال إلى تجكجة مديرا عاما لثانويتها، كان القدر في جانبه، فقد كانت بعض الظروف الاجتماعية تحول دون ذلك.

نقلا عن الأخبار



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق