المختار ولد محمد عبد السلام |
كم أنا سعيد عندما أطفأت –مع زملائي الشعراء فقط- الشمعة الخمسين لعيد الاستقلال الوطني، أطفأنا تلك الشمعة سويا برياح الشعر،تلك الرياح التي هبت هذه الأيام من كل حدب و صوب في مختلف ربوع الوطن الحبيب.
و كم كانت فرحتي و سعادتي عندما حصدت المرتبة الأولى في الشعر الفصيح على مستوى ولاية اترارزه و اعتبرت نفسي –حينها- أحد فرسان الكلمة الذين لا يشق لهم غبار.
لكن سرعان ما اصطدمت –بعد ذلك- بجدال الواقع و ارتطمت بأمواج الخيبة و اليأس.
ففي حفل التكريم الذي أقيم بمناسبة خمسينية الاستقلال الوطني في مقر بلدية روصو تحت رعاية وإشراف والي الترارزة و حاكم مقاطعة روصو و عمدة بلديتها و المسؤولين المدنيين و العسكريين اختلط الحابل بالنابل و انقلب الشعر على الشاعر.
في ذلك الحفل ذابت كل الفوارق و تساوى الشاعر مع لاعب الكرة الحديدية و كرة القدم و الخيّال و صاحب القارب...
كان هنالك ثلاثة فائزين في كل مجال و كانت الجوائز على النحو التالي: الأولى 40000 ألف أوقية و الثانية 30000ألف أوقية و الثالثة 20000أوقية بما في ذلك الشعر طبعا بشقيه الفصيح و الحساني، هذا باستثناء فرقة اسبينيات الفولكلورية التي حصلت على جائزة 150000 أوقية.
* أمام هذه المفارقات أيقنت بهشاشة الكلمة و هوان سدنتها و رسلها و أنصفت نزار قباني بل أنشدت معه و سأظل أنشد:
* ما الشعر؟ ما وجع الكتابة؟ ما الرؤى؟
* يعطوننا الفرح الجميل و حظهم
* في عصر زيت الكاز يطلب شاعر
* أولى ضحايانا هم الكتاب
* حظ البغايا ما لهن ثواب
* ثوبا و ترفل في الحرير قحاب
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق