04‏/12‏/2010

الإصلاح بين طموح القادة وفشل الأساليب

الإصلاح كلمة جامعة لمعاني الفضيلة وروح التسامح والإخاء ،تحمل في جوهرها سيف القوة لمواجهة "الفساد و الإفساد" وفي مفهومها تغيير وتبديل لواقع مسيئ ومشين إلى آخر تتفق فيه زهور الأحلام وتنفجر رؤى  العدالة ويتعايش فيه الفقير مع الغني وتتناغم فيه كل الثقافات بمختلف الأعراق والطبقات......
تفقد الكلمة معناها إذا افتقد المصلح نفسه فيما يدعو إليه، والتبست الأفكار بأضدادها وتساهل في تطبيقها ،ولأن الكلمة تحمل معنى كالتضحية وبذل النفس والمال كأرخص مبذول في تحقيق أغلى مفقود .فعلى "المتبني" لها دراية الواقع دراسة متأنية تشمل كل أبعاده من اقتصاد وسياسة وعادات وتقاليد وتسليط الضوء على منطقة الجرح النازف وتصنيف المرض من حيث الخطورة وتقديم العلاجات المهدأة للنزيف 
إن التحدث عن هموم الأمة ومآسي الشعوب المظلومة والبكاء والتحسر على حالها الأليم لا يكفي وحده لانتشالها من المعاناة،وهذا لأسف ما عايشه أكثر المنتمين للحركات الإصلاحية المعاصرة الشابة  بل نرى البعض من هؤلاء اتخذ أسلوب التشكي والنقد والبكاء على أمجاد الماضي ذريعة للإصلاح ومنهاجا للحياة ويرى أن العودة إلى حياة السلف تقتضي  القطيعة مع مستجدات العصر الحاضر قطيعة ابستمولوجية تجعل الدين كشكولا من الروحانيات    
ومن الخطأ أن نشاطر هؤلاء في آرائهم المعيقة لمسيرة التقدم والمواكبة لأحداث التطور التكنولوجي المعاش، والحل يكمن في نشر ثقافة إنتاج الحل بدلا من التشكي والنقد والدعوة إلى العمل الجمعوي المنتظم والتبني للعمل الخيري والخدمي والصبر و المصابرة  على بناء مشاريع طويلة النفس وتجنب استنفاد الطاقات في نقاش وصراع لا طائل من ورائه وتفعيل الإيمان في الصدور ليفعل فعله الإصلاحي العميق  
محمد يحي ولد لحبيب                                                   يتواصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق