لم يعد محمودا فقيرا ...فمن يعود كل ليلة بأتعاب وفيرة ...لكن أيضا بسبعة آلاف أوقية خضراء ليس فقيرا في مدينة روصو ...أما الفقراء الآخرون الذين لايملكون عصا وحمارا مثلما يملك محمود فعليهم وبكل امتنان أن يدفعوا له 150 أوقية عن كل مرة يقدمون فيها على المخاطرة باجتياز إحدى ضفتي الشارع.
يتذكر محمود بشوق شديد أيام عيد الفطر التي لم تبتعد كثيرا ..لقد امتلأت جيوبه من النقود لأن الجميع كان مرغما على ركوب الحمار..وأيضا على ترك الجدال والمساومة ..فالزبناء كثر ...والوقت لايرحم والطين أيضا
يتذكر محمود بشوق شديد أيام عيد الفطر التي لم تبتعد كثيرا ..لقد امتلأت جيوبه من النقود لأن الجميع كان مرغما على ركوب الحمار..وأيضا على ترك الجدال والمساومة ..فالزبناء كثر ...والوقت لايرحم والطين أيضا
في روصو تتعدد الضفاف بتعدد المساحات الهائلة التي غطتها مياه السيول ويجد المواطنون أنفسهم تحت ’’ رحمة الدرهم’’ ومن لايملك ما يجتاز به نهر الماء والطين الذي يغطى أجزاء واسعة من روصو عليه أن يبقى حيث هو قبل أن يصله الماء فيجرفه كما تجرف السيول ثقة المواطنين في البلدية والولاية والسلطات المحلية والجهوية والإقليمية.
عجز القادرين
لم يعد عجز القادرين صفة للإدارة المحلية في روصو ولا لبلديتها الضعيفة بل صار صفة لكثير من وسائل الحياة هنالك،فالسيارات قديمة كانت أو جديدة فقدت مصداقيتها لصالح الحمير وبدأت تنسحب شيئا فشيئا إلى مناطق الثرى تاركة الماء والطين للحمير وأربابها الذين باتوا القلة القليلة المستفيدة من تواصل الأمطار وغرق المدينة تحت الطين والماء.
ويقول ابراهيم وهو مالك عربة نقل إن موسم الأمطار يمنحه فرصة لزيادة مدخوله اليومي ’’ فنحن نروح يوميا بسبعة آلاف وفي أسوء الحالات نروح بثلاثة آلاف أوقية’’
لكن أسوء الحالات بالنسبة لسكان روصو هو أن تظل مدينتهم وفية لموسم الغرق كل سنة، دون أن تحرك سلطات ساكنا لإنقاذ المواطنين.
سوق مدينة روصو المكتظ دائما بصغار الباعة وكبارهم يشهد بقوة على أن من لاحمار له لن يستطيع البيع والشراء، ولا نقل بضائعه من حمأة الطين.
ملاك سيارات التاكسي وجدوا أنفسهم في عطلة اضطرارية،حيث بات من الصعب على السيارات اجتياز شوارع المدينة الغارقة حتى أذنيها في الطين...عفوا أذنا السلطات وحدها هي من لايسمع نداء لكوارب
ملاك سيارات التاكسي وجدوا أنفسهم في عطلة اضطرارية،حيث بات من الصعب على السيارات اجتياز شوارع المدينة الغارقة حتى أذنيها في الطين...عفوا أذنا السلطات وحدها هي من لايسمع نداء لكوارب
ويطالب المواطنون السلطات الرسمية بالتدخل العاجل لحل الأزمة وأكد عدد من التجار في تصريحات لمندوب ’’ لكوارب ’’ أن الوضعية مزرية وتحتاج إلى تدخل إيجابي.
الوضع الصحي للمواطنين هو الآخر ينذر بخطر ففي مدينة دأب أطفالها على السباحة في كل قطرة ماء، لا توفر السلطات أي وسيلة لشفط المياه التي تملأ أحياء المدينة وتختلط في أحيان كثيرة بمياه الصرف الصحي لتوفر مشهدا غير رومانسي بالمرة ولا يذكر ببركة المتوكل.
آخرة روصو
يقول بعض العامة إن من علامات يوم القيامة ’’ حشمة النصارى’’ ويفسرون ذلك جميع الآلات التي صنعها النصارى ستعطل بشكل كامل قبل يوم القيامة بقليل، ليعود الناس إلى الحياة الطبيعية تحت ظلال الخيام وليعودوا إلى عالم الجمع والالتقاط سيعود كل أحد ليحلب شاته ويشرب لبنها الضئيل ويركب حماره ويتوكأ على عصاه.
نحن في مدونة لكوارب مؤمنون جدا أن ’’ القيامة ’’ أًصبحت قريبة جدا...لكن نخشى – اعتمادا على المقولة السابقة – أن تكون قيامة مدينة لكوارب باتت أقرب من قيامات المدن الأخرى.
مظاهر غير رومانسية |
كوراج ..أيها الحمار |
روصو ..جاور الماء تغرق |
السيارات ..تحت رحمة الطين |
السوق ..رسالة من تحت الماء |
أحذية لاندروفر ..وحدها ما يقاوم الماء |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق