12‏/09‏/2010

عبارة "روصو" همزة وصل بين الضفتين ومحرك تجارى نشط...

وسيلة لاغنى عنها ومكسب هام لسكان الضفتين..وهمزة وصل بين موريتانيا وجيرانها الأفارقة"..تقول "السالمة" وهي تجتاز الحواجز من فوق عبارة روصو، التى تصل وشائج القربى والجواربين سكان مدينة روصو الموريتانية،وجيرانها من السينغال و دول إفريقية عدة، يفد أبناءها من الضفة اليمنى للنهر.



إنطباع "السالمة" هو نفسه الإنطباع للعشرات من المواطنين الموريتانيين الذين يستفيدون يوميا من خدمات العبارة أو"الباك"باللهجة المحلية.


على عبارة روصو يتم نقل البضائع والسيارات والشاحنات الكبيرة وحتى قطعان الماشية التى ترد من الضفتين.


وتساهم عبارة روصو فى الحركة التنموية الملحوظة التى تشهدها المنطقة.. وقد كسرت الحواجز وقطعت المسافات بين سكان الضفتين.


ولئن "حاميها"قد يكون "حراميها" فى بعض الأحيان، فعلى شواطئ روصو الكثير من المنقصات التى تكدر صفو العائدين بل وربما القادمين لأول مرة إلى أرض الوطن، والمغادرين – ربما- له للمرة الأخيرة.


لائحة المحظورات لدى من يسمون أمن العبارة لاتنتهى..ممنوع التصوير إلى إشعار جديد ممنوع ...ربما إلى إشعار آخر أو لشروط البعض لا يحسن التعامل معها.


ورغم أن التصوير ليس محببا لدى كثير من الهاربين عن الأضواء،أو فى أحايين أخرى لمن يخشون كشف المستور، فقد قمنا بإعداد التقرير التالى الذى يرسم بالصورة والإنطباع آراء بعض من ألفوا العيش فى كنف عبارة روصو.


إرتياح رغم المنغصات..

غالبية الذين التقيناهم يؤكدون على الأهمية القصوى التى تمثلها عبارة روصو وانعكاسها الإيجابى على حياة سكان الضفتين.


ويرى الغالبية من الذين تحدثوا إلى"أخبارنواكشوط"،ضرورة أن يسود التنظيم ويتم وضع المعايير الكفيلة بحماية المواطنين والسهر على حمايتهم لتكون الدولة حقا فى خدمة مواطنيها خصوصا الضعفاء منهم الذين يتكسبون فى مسعى حثيث لتحصيل لغمة العيش من على ضفتي النهر.


وتؤكد"تسلم منت محمود"على أهمية عبارة روصو وما توفره من إمكانيات وفرص عمل لسكان الضفتين،وتردف قائلة"نحن هنا فى مدينة روصو نعتقد أننا محظوظين إلى حد كبير،فوجود المدينة على ضفة النهر منحها موقعا هاما يمكن أن تباهى به بقية المدن".


"تسلم" التى تمهتن منذ عدة سنوات مهنة تهريب"ما خف وزنه وغلى ثمنه"من بضائع وأساسيات مختلفة منها بيع الأرز المهرب،لاتحب الحديث إلى الصحفيين،وتبتسم قائلة"أنتوم ياسر أخباركم...فعملى لايهمكم".


وتؤكد "تسلم" أن ما تقوم به لايمكن أن يسمى بأي حال من الأحوال بالتهريب،فالتهريب - حسب تسلم - يحتاج رأس مال كبير "لاقبل لى به وقدرة على القيام بالمهمة الصعبة"،وتضيف:"الأنشطة التى أزاولها عبارة عن أنشطة محدودة جدا فالكمية التى أقوم بجلبها من الأرز مثلا لاتتجاوز 50 كلغ فى اليوم".


وتقول "تسلم"وهي فى عجلة من أمرها خوفا من ان يفوتها"الباك"الذى بدأ يتحرك فى إتجاه الضفة اليمنى للنهر:"ما أقوم به هو فقط العمل مقابل الغذاء،أنا أعمل من أجل توفير حاجياتى الأساسية وإعالة أسرة تعيش تحت خط الفقر".


"تسلم"عبرت عن آراء العشرات من المواطنين الذين يعملون من الصباح الباكر وحتى ساعات المساء من أجل كسب لغمة العيش.


ويؤكد "محمد ولد عبد الله"،أن العبارة وضفة النهر يوفران فرص عمل لمئات المواطنين الذين يكسبون مداخيل شبه يومية،مداخيل متواضعة – يقول ولد عبد الله – لكنها فى كل الأحول تشكل مساهمة لايستهان بها فى الدخل اليومى لفئة عريضة من سكان مدينة روصو.


ويقول "محمد ولد عبد الله":"إن وضعية العديد من العاملين على ضفة النهر تجعل السلطات ملزمة بتقديم كل التسهيلات الممكنة لتحسين أوضاع المواطنين الذين تشكو غالبيتهم من الإبتزاز والإتاوات غير المبررة" على حد تعبيره.

لاتوجد مهنة حقيرة...
على ضفة النهر يعمل العشرات من المؤمنين ضمنا بالمثل الفرنسي القائلة"لاتوجد مهنة حقيرة ولكن يوجد هناك اناس حقيرون"،فالعشرات يعملون فى بيع المشروبات"صنع محلى"بالإضافة إلى بيع الشاي والقهوة "السوداء"،وبيع بطاقات الرصيد.


كل شيئ على الضفة اليسرى للنهر يحتاج إلى الترخيص والإذن المسبق،ولذلك فإن "السالم" أحد الباعة المتجولين،يقول إن الدخل يتغير تبعا لمستوى التعامل مع الجهات الإدارية المعنية بتنظيم الأنشطة على ضفة النهر،ويضيف"الغالبية تتعرض للإبتزاز لأسباب غير مبررة ولاتخدم مصالح مئات الموريتانيين".


ويدعو "السالم"الذى يخاف ظهور صورته فى هذا التقرير، السلطات العليا فى البلد وبالتحديد من يسميه برئيس الفقراء،إلى إلتفاتة حتى وإن كانت خاطفة لأوضاع الباعة البسطاء الذين يزاولون أنشطة مختلفة على ضفة النهر.


ورغم أن التاجر عادة ما يتحاشى الحديث عن أرباحه ويتجنب فى الغالب تحديد دخله اليومى باعتبار أن ذلك"سر المهنة"،فإن الغالبية من الذين يزاولون أنشطة تجارية على ضفة النهر متفقون على أهمية الأنشطة التى يمارسونها،حيث يصل دخل أحدهم فى اليوم مبلغ 6500 أوقية فى الغالب،مع أن المبلغ قد يتضاعف خصوصا خلال المواسم الدينية التى يقبل فيها موريتانيون وسينغاليون إلى تبادل الزيارات بين الضفتين.


"الزوارق" تدخل على الخط
لمدينة روصو وزوارق الصيد قصة خاصة،فمدينة روصو وإن سميت إداريا بهذا الإسم فإن الإسم المعروف للمدينة هو "لقوارب".


كانت تسمي "لقوارب" ولا زال البعض يحتفظ لها بتلك التسمية، حيث تشير المصادر المتوفر إلى أنها تعود لكثرة تواجد "قوارب" الصيد فى تلك المنطقة، إذ كان السكان أساسا من "السوننكي" الذين استوطنوا الأرض وعمروها، وكان النشاط الاقتصادي السائد لديهم يعتمد على طابع بدائي يغلب على الأنشطة الممارسة لدي السكان،ويتمثل في استخدام القوارب التقليدية المصنوعة من الخشب لصيد الأسماك من نهر صنهاجة مما جعلهم محجة لأغلب السكان المجاورين الطامعين في عطاياهم من السمك، ولذلك السبب أخذ المكان شهرته بالتسمية القديمة "لقوارب"


"لقوارب" أو"روصو" مسميات متعدد لموضع واحد شكل في السابق رافدا حضاريا هاما وإشعاعا علميا رائدا وهمزة وصل بين موريتانيا ومحيطها الإفريقي فكان بمثابة نقطة التقاء ثقافي واقتصادي لعبت دورا بارزا في وضع البنيات الأولي للدولة الموريتانية.


إستراتيجية الموقع ولعنة المكان...


بفضل الموقع الجغرافى المتميز،كنقطة عبور بين دولتين متجاورتين بل وبوابة على إفريقيا السوداء،يرى البعض فى مدينة روصو إحدى أهم مدن المراسي الموريتانية.


وقد ساهم الموقع الإستراتيجى الهام ووجود"عبارة روصو"لنقل البضائع والحافلات، فى خلق حركية تجارية نشطة وسوق للتبادل الحر.. وتشهد الأسواق فى مدينة روصو حراكا نشطا وإقبالا بشريا كثيفا .


إلا أن الموقع الجغرافي المتميز والحركة التجارية المزدهرة التى يغذيها استقبال مئات القادمين من دول مختلفة لم يشفع لهذه الأسواق لتجد ما تستحقه من عناية وتنظيم و رقابة تبقى بحاجة ماسة إليها.


"كل يعمل على شاكلته"
"مريم جالو" مواطنة سينغالية تعودت زيارة مدينة روصو بهدف التسوق ،ترى السيدة"جالو" أن الأسواق فى روصو توفر الكثير من حاجياتها،مشيدة بجو التسامح السائد وكرم الضيافة الذى تستقبل به على الضفة اليسرى للنهر.


مثيلات "مريم" كثر إذ تعج الأسواق بمختلف الجنسيات والألوان البشرية القادمة من كل حدب وصوب .


ولد سيد "أحد رواد سوق روصو"،يرى أن الأهمية التجارية للأسواق فى روصو،تجعلها بحاجة ماسة إلى أن تولى عناية كبيرة .


ويقول إن " المدينة باعتبارها واجهة للبلاد يجب أن يتم تنظيم أسواقها التى تشهد فوضوية لامثيل لها نتيجة تقاعس السلطات المعنية عن القيام بالدور المنوط بها فى ضبط السوق".


وتؤكد"فاطم" العاملة فى سوق"تيشيت"، أن الأسواق تشهد تسيبا وفوضوية لا مثيل لها.


"النظافة"..الضرورة المعدومة ...


رغم أنها تستقبل ضيوف البلاد وتشهد يوميا إقبالا كبيرا من طرف مئات الأجانب،فإن خطر القمامة يهدد مدينة روصو بشكل منقطع النظير.


وتنتشر القمامة فى كل مكان،وتعانى الأسواق بالذات من خطر الأوساخ المنتشرة بكثافة فى الطرقات والأزقة الضيقة .


ولم يعد المواطن يهتم بحملة النظافة التى تعد بها السلطات بين الفينة والأخرى والتى بدا أنها عاجزة عن مواجهة خطر القمامة الذى يهدد المدينة ويبعث على القلق.


إلى القاء فى تقاريرنا القادمة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق