الوزير محاطا بالوالي المساعد والعمدة (لكوارب) |
لم تخل سهرة وزير التجهيز والنقل السيد يحي ولد حدمين في دار المرأة بروصو الليلة البارحة من لقطات طريفة وغريبة أحيانا فاجأت الحاضرين، وربما أمتعتهم وخففت عنهم من وطأة الحر الشديد وأزيز البعوض وقرصه الذي هيمن على مجريات الاجتماع، ولا غرو فقد كانت واحدة من ليالي روصو الخريفية بامتياز.
عجوز مهرجة ..
في أقصى الصورة تظهر العجوز وهي منفعلة (لكوارب) |
بينما كان أحد السائقين يعترض أثناء مداخلته على الطريقة التي تتم بها جمركة البضاعة المستجلبة من السنغال، وكان يتفاعل بشدة مع ما يبديه من ملاحظات، ظهرت فجأة من خلف الجانب النسوي عجوز (قال بعض الحاضرين إنها مجنونة) وهي تهاجم السائق المتدخل بطريقة جمعت بين التعنيف الشديد والسخرية الحادة، فلم تتمالك الجماهير الحاضرة عن الضحك الذي شمل الجميع وجعل القاعة تغرق في موجة من القهقهة لعدة لحظات.
أحد السائقين أثناء مداخلته (لكوارب) |
وقد بدت على وجه الوزير ملامح الحيرة والاستغراب، بينما سيطر الضحك على الوالي المساعد وعمدة روصو المحيطين به (ربما لأن سكان روصو ومسؤوليه تعودوا ـ عكس الوزير الضيف ـ على المداخلات المفاجئة للعجوز التي تحرص غالبا على حضور مثل هذه الاجتماعات)، ليتدخل في اللحظات الأخيرة عنصران من الشرطة ويقوما بإخراج العجوز "المجنونة".
قرص البعوض وشدة الحر يعكران صفو الاجتماع ..
اكتظت قاعة الاجتماع في دار المرأة بجموع الناقلين والسائقين وملاك السيارات وبعض الفضوليين في المدينة، إضافة إلى الوفد الرسمي وعناصر الشرطة المشرفة على النظام، ولكن الجميع فوجئوا بانعدام المكيفات أو حتى المروحات داخل القاعة التي ارتفعت فيها درجة الحرارة فتصبب العرق من المجتمعين الذين أصبحوا فريسة سهلة الاصطياد لأفواج البعوض التي وجدت جوا ملائما ومثاليا فانتهزت الفرصة، وقد تفاوتت تصرفات الحاضرين تجاه الموقف المفاجئ:
- حاكم جدر المحكن (حاكم روصو بالنيابة) وصل متأخرا غير أنه لم يحتمل الموقف فأدار وجهه راجعا دون أن يجلس طويلا، فأمضى فترة الاجتماع وهو يستنشق نسائم شمامه العليلة أمام دار المرأة وعلى جنبات الطريق العام (شارع الاستقلال).
- جمهور الحاضرين لم يصمدوا طويلا إزاء هذا الوضع، فكان أحدهم بمجرد أن يطرح سؤاله يبادر ـ قبل أن يجيبه الوزير ـ إلى الخروج وهو يضرب بكلتا يديه أجزاء مختلفة من جسمه و يصب جام لعناته على البعوض المهاجم.
- عندما جاء دور الوزير ليجيب عن استشكالات المجتمعين كانت القاعة شبه خالية مما اضطر السيد الوزير إلى أن ينادي من خلال مكبر الصوت طالبا من الجميع الرجوع إلى القاعة حتى يجيب على تساؤلاتهم.
- لجأ كثير من الجماهير الحاضرة إلى قطع الكرتون للتروح بها داخل القاعة، بينما كان أحد الضيوف الرسميين على المنصة يتروح ـ جانب الوزير ـ بقطعة تعود في الأصل إلى كرتون مياه الصفاء، غير آبه بعدسة الكاميرا التي نصبت أمام المنصة (بعض "كثيري الأخبار" ظن أن في المشهد إشهارا مجانيا للمياه التي غطى شعارها جانب قطعة الكرتون).
مطالب غريبة ..
أحد أعيان مدينة روصو السياسيين المعروفين ومدير إحدى الشركات الوطنية في مقاطعة المذرذره شكر الرئيس والوزير مطالبا بشق طريق معبد إلى قرية الرش التي تبعد أكثر من 30 كلم شمال غربي مدينة روصو، بينما طالب رئيس مصلحة في الإدارة الجهوية للتوجيه الإسلامي بولاية اترارزه من الوزير أن يمنع السيارات من التوقف على جانب الرصيف "حتى لا تنهار جنبات شوارع روصو الجديدة".
تصفيق ممنهج ..
من المشاهد الغريبة التي أثارت انتباه بعض الحاضرين للاجتماع وجود شخص صموت يرتدي بدلة مميزة وقد جلس في وسط القاعة ليقوم بدور يبدو أنه قد خطط له.
كان صاحب البدلة كلما تدخل عمدة روصو في الاجتماع بادر هو بالتصفيق الحار حتى يبادر المجتمعون بالتصفيق من خلفه (مشهد تعود عليه الموريتانيون كثيرا)، إلا أن المفاجأة كانت كبيرة عندما لم يستجب لتصفيقه غير بضعة أشخاص على المنصة الرسمية وسرعان ما تركوه يصفق وحده وسط استغراب عم أطراف القاعة.
وفي نهاية الاجتماع كان أحد هؤلاء ينادي الوزير ويشير نحو أحد المرافقين مادحا له أمام الوزير وبشتى عبارات الثناء التي وصلت حد المبالغة أحينا، بعض الذين حضروا المشهد هاجم المادح أمام الجميع قائلا "إن عهد التصفيق قد ولى" إلا أن "المصفق" أصر على موقفه وهو ينادي بأعلى صوته الجهوري حتى خرج جميع الحاضرين من القاعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق