الأستاذ جمال ولد محمد محمود |
مدونة لكوارب .. عام من البذل والعطاء
على ضفاف نهر السنغال ومن بوابة موريتانيا على إفريقيا، وفي مدينة أهملها أهلها حتى صارت مملكة للبعوض والأوساخ بامتياز رغم ماضيها المشرق، يوم كانت البوابة لدخول نادي النخبة الموريتانية من أوسع أبوابه، يوم كان لزاما لكل من يريد أن يتبوأ منصبا مهما في الدولة الوليدة أو أن يكون شخصا ذا مكانة فيها, كان لزاما عليه أن تغبر قدماه من ثرى الصطارة ومدينه واسكال وانجربل وأن يخفف الوطء لأنه يسير نحو مستقبل مشرق .
تلك كانت صورة مدينة لكوارب أيام الاستقلال، لكن تمر السنوات وتدخل البلاد منعطفات خطيرة وتحولات كبيرة وتتحول مدينة لكوارب لمدينة أشباح بامتياز، لم تعد بوابة للنخبة وإنما أصبحت مقبرة للمواهب وبرزخا للدخول في عوالم عدم الفعل وغياب الرؤية الواضحة.
في هذه الأجواء وبعد أن كادت المدينة تمحى من خارطة المدن الموريتانية الفاعلة وهجرها أهلها وخيرة أبنائها, جاءت انطلاقة مدونة لكوارب لتضيء شمعة من الأمل ولتعيد للمدينة بعض ألقها وتميزها.
كانت بداية المدونة متعثرة ككل البدايات، لكن بصبر القائمين عليها ووضوح الرؤية لديهم واستفادتهم من التجارب في مجال التدوين واستشارتهم لكل أبناء المدينة وفتح المجال لهم قطعت المدونة أشواطا بعيدة على الطريق الصحيح وفي ظرفية وجيزة .
في بداياتها لم يكن أحد في المدينة يلقي لها بالا بل لم يكن الكثيرون على علم بها أصلا، لكن عندما كشفت أنها نصير للمظلوم وصوت الضعيف ومنبر من لا منبر له, يوم كان القائمون عليها ينقلون آهات الفقراء والمساكين في أحياء الصطارة ودملدك والكبه واسكال ومدينة وانجربل، يوم كشفت المدونة عن فضيحة سيطلق عليها لاحقا فضيحة حاكم الكباش، يومها انتقلت المدونة إلى مرحلة جديدة وأصبح الكل يسمع بها ويهابها، بل ويتودد إلى القائمين عليها .
باختصار أصبح للمواطن في لكوارب صوت يعبر من خلاله عن كل ما يريد و يرفع من خلاله الظلم الذي يقع له إلى كل المعنيين وإلى الرأي العام المحلي والوطني .
ومع هذه المسيرة الموفقة تبقى هناك ملاحظات بسيطة يمكن أن نجملها فيما يلي :
· بما أن المدونة موجهة بالأساس لساكنة لكوارب وهم مجموعة تمثل مختلف تنوعات الشعب الموريتاني، وغالبيتها من المواطنين الموريتانيين غير الناطقين بالعربية فعلى القائمين على المدونة أن يخصصوا جزءا من المادة المنشورة على المدونة للغات الوطنية أو الفرنسية.
· لابد من مراجعة ألوان واجهة المدونة وطريقة تصميمها بشكل عام
· تحويلها إلى موقع إن أمكن مع مراعاة أن المدونة مجهود لأفراد قليلين قد لا تكون لديهم القدرة لتحمل التكاليف المادية للمواقع الإلكترونية.
· إضافة خدمة الفيديو إلى المادة المنشورة في المدونة
· تفعيل صفحة المدونة على الفيس بوك
· استضافة كتاب جدد من أبناء المدينة وخاصة الموجودين منهم خارج موريتانيا
· تسليط المزيد من الأضواء وفتح ملفات جديدة عن مختلف الجوانب التنموية والاجتماعية والإنسانية في المدينة
· إجراء مقابلات مع المتميزين من أبناء المدينة، على سبيل المثال يتواجد هذه الأيام في مدينة روصو ابنها المميز والمتفوق والمبدع المهندس صدام ولد العون قادما من فرنسا بعد رحلة تعليمية مظفرة قادته لتونس قادما إليها من ثانوية روصو.
في الأخير نتمنى للمدونة المزيد من الازدهار والتطور ودمتم في خدمة الوطن والمواطن.
جمال ولد محمد محمود
محـاسـب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق