20‏/07‏/2011

إلا الجـــــــــــــيش

الأستاذ محمدن ولد حمنيه (لكوارب)
غريب هو أمر المعارضة في موريتانيا، وعجيب هو أمر زعمائها، طبقات سياسة متهرئة لا تتجدد، وزعامات باتت جزءا لا يتجزأ من الماضي السياسي المريع للبلد، ونظام ديكتاتوري يطبق بحذافيره في أوساط الأحزاب السياسية، وأفكار بالية تلائم الماضي أكثر من المستقبل، وطرح سياسي فاشل لا يستقيم تتآكل بسببه القواعد الشعبية للأحزاب المعارضة يوما بعد يوم ويريد هؤلاء بعد أن فشلوا في تحريك الساحة السياسية في مناسبات عديدة رغم استصحابهم المشاكل الاقتصادية  والسياسية والاجتماعية التي تعصف بالبلد أن يتخذو من الجيش وحربه ضد القاعدة مطية يركبونها للوصول إلى كرسي طالما رواتهم أحلامهم بالجلوس عليه, لكن أنى لهم  ذلك والشعب يعرف أن صياحهم وصراخهم لخدمة مصالحهم أولا، وليس مأخذي هنا على المعارضة كرها فيها ولا حبا في من يعارضها، ولا إيمانا مني بسياسة مخالفيها، ولا رضى بخطابات القادة السياسيين في أحزاب لها وزنها، تلك الأحزاب التي تعاني من نقص في كل شيء إلا النفاق فإنها جمعته من أطرافه، وإنما أريد وهو حقي كما هو حق كل الموريتانيين أن يترك الجيش في حربه فلا تشغل مسامعه بخطابات تافهة ولا أبصاره بأيدي ملوحة متهالكة في قاعة برلمان أقرب ما تكون لمدجنة أهملها صاحبها فغدت قطعا متناثرة.

يا معارضة موريتانيا ويا موالاة موريتانيا الجيش مؤسسة مقدسة، ولأمن القومي الموريتاني خط أحمر، ولم تكن مؤسسة الجيش يوما للمزايدات السياسية، ولم يكن الأمن القومي سلما يتسلقه الفاشلون لتحقيق أغراض لن يسجل التاريخ في صفحاته أنهمحققوها.

الجيش الموريتاني اليوم ـ وأنا أحترمه ـ يخوض غمار حرب ضروس ويواجه حرب عصابات مسلحة سريعة وخاطفة، حرب أجبر على خوضها، فالجيش الموريتاني أحجم أكثر من مرة عن قتال هؤلاء، لكنهم رأوا ذلك منه ضعفا وعجزا، فأيقظوا خلاياهم النائمة وفجروا قنابلهم ودفعوا بمقاتليهم إلى عمق الأراضي الموريتانية، حينها تحرك الجيش الموريتاني وأثبت للعالم أنه قوة لا يستهان بها، وأنه إذا هم بشيء فعله، ولا يهمنا إن كانت الحرب التي يخوضها الجيش حرب بالنيابة عن فرنسا أو بالوكالة عن أمريكا... أو أو، كل ما يهمنا أن الجيش الموريتاني يخوضها ونحن خلفه ونؤازره في حربه ظالما كان أو مظلوما، وللجيش خلافا للرأي المعارض أن يتبنى الضربات الإستباقية كما يحلوا له وله أن يتوغل في عمق الأراضي المالية، وأن يطارد فلول القاعدة في الجزائر والنيجر وغابات أوغادو الخطرة، فالله الله يا ضباط موريتانيا ويا جنود موريتانيا، أنتم فخر الجمهورية الموريتانية، وفخر الشعب الموريتاني، أنتم الجيش الذي نجح حينما فشل الآخرون وتقدم حينما أحجم الآخرون وكر وما فر وتكلم فأسمع وضرب فأوجع، فهنيئا حينها للموريتانيين بجيشهم، وهنيئا للجيش بشعبه، وعلى المعارضة و الموالاة تسوية الأزمة السياسية بينها بعيدا عن الجيش عن طريقه وعن سمعه و بصره، فتبا للمعارضة وبئسا للموالاة وبعدا للطبقة السياسية في موريتانيا.                  
الأستاذ محمدن ولد حمنيه
أستاذ بإعدادية روصو2 

هناك تعليقان (2):

  1. إذا كان أمر المعارضة أغربك فأمرك أنت أغرب من ذلك حين تنخدع بدعاية النظام العسكري الشمولي وتنساق وراء أكاذيبه وادعاءاته أنه يحارب القاعدة لمصلحة موريتانيا والحقيقة أنه يحاربها لمصلحة فرنسا وأمريكا وزيارة مسؤولي البلدين في الأسبوعين الأخيرين لجنرال المفسد وتهنئتهم له تؤكد ذلك.

    ردحذف
  2. كفاكم من السخافات

    ردحذف