روصو مدينة الحدود الحية التي تغسل قدميها من نهر صنهاجة حيث الزراعة المروية بمختلف أنواعها والمصانع ومراكز استقبال الـألبان والمؤسسات الكبيرة كصونادير واسنات، فهي ثالث بلدية بعد نواكشوط وانواذيبو، هذه المدينة التي تعرف عاصمتها الكثير من أعمال البنى التحتية من طرق وقنوات صرف لمياه الأمطار.
هذه المدينة تعج بأكوام القمامات وجيف الحيوانات مما جعل سكانها يمقتون كلمة عمدة أو بلدية، وهو أمر راجع ربما لغياب
العمدة الذي يقسم زمنه بعدالة بين العيادة والترحال في الخارج طلبا للتمويلات، والهبات أحيانا، ووراء بعض زوجاته في السينغال وفرنسا، وهو ما جعله مقلا من مدينته روصو التي كان قد وعدها ببعض الإنجازات التي منها إقامة حائط على مقبرة دمل دك، وقد شحنت لهذا الغرض خمسون طنا من الإسمنت تبرع بها فاعل خير، وقد وصلت في شاحنات إلى مدينة روصو ليتغير اتجاهها في سرعة مذهلة إذ حطت لدى تاجر في روصو وبدأت تسحب بوثائق لصالح بعض المقربين من العمدة ومشاريعه العمرانية في المدينة، ولم تستفد المقبرة سوى 25 أسطوانة من الحديد و94 لبنة من نوع رديء لتبقى المقبرة كما كانت .هذا ما استفاده دمل دك من مأمورية يريم فاسا، كما خصهم بمكب البلدية للقمامات، الذي ظل باعة الحديد يشعلون فيه النار باستمرار ليكون مصدر إزعاج دائم بسبب الدخان الذي يسميه البعض دخان فاسا، وهو الذي حرك السكان مرة اتجاه الوالي والحاكم حيث كانت النهاية باتفاق مكتوب مع العمدة يكتتب بمقتضاه حراسا دائمين لهذه القمامة، أولئك الذين ظلوا يطالبون بتسديد متأخرات رواتبهم، والنتيجة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن عمدة يتجاوز الأحياء ليغش الموتى عليه أن لا يتوق لمأمورية ثانية، خصوصا أنه انسحب من الحزب الذي أوصله إلى حيث هو الآن، وأخفق في تحصيل عدد من اللجان القاعدية في حزب الدولة يمنحه موطئ قدم في قرارات الحزب في بلديته، وعليه فإن التغيير على مستوى هذه البلدية لا يشك فيه إلا من هو رقم سهل في معادلة الواقع السياسي في بلدية روصو.
الأستاذ: محمدو ولد سيدي الفالي
كاتب صحفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق