10‏/05‏/2011

آمريكا ومقتل بن لادن ... لمن تقرع الطبول؟

أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نبإ اعتبره سارا للشعب الأمريكي أن فرقة من الكوماندو الأمريكي قتلت أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي قض مضجع آمريكا على مدى سنوات خلت، وقال إن ذلك تم على الأراضي الباكستانية وبالقرب أكاديمية عسكرية، وأن الطائرات التي اشتركت في العملية عادت إلى قواعدها سالمة وأنه لم يصب أحد من الكوماندو بأذى.

وفور إعلانه لهذ الخبر بدأ الشارع الأمريكي يتحرك وعرضت بعض الفضائيات صورا ومقابلات لبعض المواطنين وهم يعبرون عن سرورهم لهذا الحدث.

وبدأت وسائل الإعلام الدولية تتفاعل مع هذا الخبر ببعض الحذر أحيانا وبتحليل استشراف تداعيات مابعد أسامة ابن لادن، حتى تحدثت وسائل إعلام عن نهاية تنظيم القاعدة بموت بن لادن، وذلك ماتريده آمريكا.

ونحن وإن كنا لانكذب هذا الخبر وربما لانصدقه، وذلك لسبب بسيط وهو أن قادة (العم سام ) ومخابراتها التي اغتالت أعظم رئيس عرفته آمريكا وهو جون كندي وأنكرت ذلك، كانت قد ادعت قتل أسامة ابن لادن في شهر ديسمبر 2001 بعيد عملية الحادي عشر من سبتمبر التي هزت الكيان الأمريكي من الداخل.
إلا أننا نطرح بعض التساؤلات حول صحة هذا الخبر، وذلك لما رأيناه من تناقض التصريحات الأمريكية بشأن الهدف من العملية، فأحد المسؤولين قال إن الهدف من العملية كان يتمثل في التصفية لابن لادن، بينما صرح مصدر رسمي آخر أن الهدف من العملية العسكرية كان القبض على بن لادن، مما يدل على أن التعاليم التي صدرت إلى الفرقة العسكرية لم تكن دقيقة، وهذا يتناقض كليا مع السنن العسكرية لدى أبسط الجيوش وخاصة فرق الكوماندو.

ثم إن البنتاغون هوصانع الشبكة العنكبوتية وبما يتاح لهذه الشبكة من وسائل لم يستطع أن يقدم لقطة واحدة من عملية عسكرية دامت 40 دقيقة حسب المصدر الرسمي الأمريكي.

 فكيف نصدق ذلك؟ إذاكانت العملية موجهة بالأساس إلى إقناع الشعب الأمريكي، وأن أباما لم يكن دون السلالة (البوشية) التي قضت على صدام حسين وعراقه.

كيف نصدق أن الولا يات المتحدة التي تتطاول على العالم بسجن كوانتانامو ومايدور في زنزاناته من غمص لحقوق الإنسان في بلاد تسيطر عليها بلاد حقوق الإنسان (آمريكا) أنها لم تعرض صورة واحدة لجثة بن لادن الذي زعمت قتلته ــ أوتبنت قتله إلا إذا كان شبه لها ــ كما شبه لقتلة المسيح عليه السلام.

لماذا يقع دفن جثمان بن لادن في البحر ولم يرسل إلى موطنه الأصلي (اليمن) أو إلى موطنه الرسمي (السعودية) أو إلى من يرى فيه قاتل أهله وذويه (آمريكا) كما أرسل جثمان سامي الحاج إلى السودان وهوجثة شبه هامدة بعد أن سجن في كوبا وألقي عليه القبض في باكستان وهو في مهمة إلى أفغانستان، وقبضت عليه آ مريكا وهويعمل مصورا في قناة قطرية؟!.

أسئلة كثيرة من هذ القبيل تطرح في الإعلام ولدى المراقبين والمحللين السياسيين والإستراتيجيين، ولعل من تفسيراتها بكل بساطة أن آمريكا قد أرادت أن تطوي ملف بن لادن، فهو لم يمت سريريا ولم يمت فلسفيا وإنما مات بن لادن في اهتمامات البيت الأبيض ولسبب قد يكون واضحا الآن، فما ذلك السبب؟

ينبغي أن نفهم في البداية أن الرؤساء الذين توالوا على البيت الأبيض كانت مهمتهم الأساسية تتمثل في شيئ وحيد وهو صناعة الموت أوصناعة الحرب أوما يعرف تارة السيخا الهوليودية الأمريكية بـ (لعبة الحرب) المطلوب من كل رئيس آمريكي هو أن يشعل حربا حتى يروج لصناع السلاح أسلحتهم، وكان أسامة بن لادن قد نجح في شيئ مهم وهو أنه ــ عن قصد أو عن غير قصد ــ جعل السلاح الأمريكي في كساد تام، إذ إنه بمدفعه الرشاش الذي كان يظهر معه في صوره للآمريكان أن الطائرات النفاثة والقنابل العنقودية والأسلحة الفتاكة والقطع الحربية وراجمات الصواريخ وحاملات الطائرات والغواصات ... ليست وسيلة ناجحة للقضاء على المبادئ الراسخة والإيمان المطلق بهذه المبادئ.

آمريكا اليوم أدركت أن ابن لادن قد جعل الوهن يسري في صناعة أسلحتها ويعرضها للكساد في مقابل البندقية الرشاشة الروسية الصنع، وهذ في حد ذاته يعتبر فشلا ذريعا لمعادلة الرعب التي تسير الصناعة الأمريكية.

آمريكا اليوم بدأت تجد ضالتها المنشودة في هذه الثورات التي عرفتها الشوارع العربية، بل ذهب بعض المحللين إلى أنها صناعة آمريكية، وإن كانت في منتهى التناقض مع مبادئ صناع القرار في آمريكا.

صناع القرار في آمريكا أرادوا أن يكيفوا هذه الثورات مع مقتضياتهم الإقتصادية، ويتضح ذلك في عدة مظاهر منها التلويح بالأزمة الإقتصادية أوالأزمة المالية التي بدأت تنخر جسم الإقتصاد الأمريكي، ولكن يبدو أن الذي نخر جسم  هذا الإقتصاد لم يكن القضية العقارية وإنما هو كساد الصناعة الأمريكية.

ومن المفارقات الغريبة أن هذه الثورات التي جاءت نتيجة المد الإسلامي ستكون حلا للأزمة الإقتصادية الأمريكية إذا استطاعت أن تكيفها مع متطلبات الساعة لدى صناع القرار الأمريكي كيف كان ذلك  التكييف؟.

كان ذلك التكييف بإقتحام الجانب العسكري في هذه الثورات.

عندما كتب الصحافي اللبناني في 2001 كتابه (( بن لادن على ضفاف بحر قزوين ))أن أسطورة بن لادن لم تكن سوى جسر أراد منه الآمريكان وجود موطئ قدم في بحر الشمال، وعندما تم حصار القائد ياسر عرفات ولمدة عشرين يوما في منزل متهدم النصف في حين أن قتل ياسر عرفات لم يكن هدفا عند الكيان الصهيوني، ولكن عندما وقع قائد السلطة الفلسطينية بيسراه مع اليسار الإسرائيلي (حزب العمال) أدرك الآمريكان أنه سيوقع بيمناه مع اليمين الإسرائيلي وعند ذلك تم (تسميم) ياسر عرفات وإنهاء قضيته.

وعندما وجد الأمريكان طريقا إلى شن الحرب على سوريا مع موقع آمريكا (دركي العالم) صار بإمكانها إنهاء قضية بن لادن فلم تعد بحاجة إليه، إذ أنها تجد صيدا أثمن في الملف السوري مما تجده في ضربة جوية تقودها ضد عصابة ما وهي تتذكر الدرس الذي لقنها إياه الفيتناميون من حرب العصابات مع مطلع السبعينات من القرن الماضي.
فطائرات بـ 52 يومها لم تستطع أن تقض مضجع الفيتناميين حتى صارت آ مريكا تلهث وراء هدنة مع الشعب البدائي.

لقد أدرك الآمريكان أن قضية بن لادن لم تعد بضاعة رائجة لدى زبناء آمريكا، بل أدركوا ماهو أخطر من ذلك وهو أن قضية الإرهاب صارت أكثر نجاحا لدى الفرنسيين منها لدى الآمريكان.

لقد كان نشاط القاعدة في المغرب الإسلامي في السنوات الأخيرة أكثر وأهم من نشاط القاعدة في المشرق، ولهذا صار موقع بن لادن يحسب ضد آمريكا وليس لها، فكان من الضروري قتل بن لادن أو ادعاء قتله في ظرفية بدأت الإهتمامات تنصرف إلى ماهو أهم لدى الأمة الأمريكية وأصحاب التروستات وصناع القرار.

كان من الضروري الإعلان عن قتل بن لادن لدى قادة الحزب الجمهوري الذين صاروا قاب قوسين أودنى من نهاية مأموريتهم دون أن يخوضوا حربا مما يجعل مأموريتهم وبالا على الإقصاد الأمريكي، وتلحق بهم كل اللعنات من هذا اللوبي.
ومن هنا ندرك لماذا كان هذا الإعلان من الهرم الأعلى للسلطة الأمريكية ولم يكن من الخارجية الأمريكية ولا من البنتاغون ولا من قائد العمليات في جنوب شرق آسيا ولا من قائد الكوماندو المنفذ للعملية ولا من الوكالة الإستخباراتية.

ينبغي أن نفهم أن الإسلام الصوفي أوالسني  أوالخارجي (نسبة إلى الخوارج) لم يعد الآن في المواجهة مع الإمبريالية العالمية، وإنما يأتي الدور الآن على الإسلام الشيعي المتمثل في حزب الله وسوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية فلذلك وحده بدأت تقرع الطبول.
 الأستاذ: سيدي محمد ولد متالي
كاتب الصحفي

هناك 20 تعليقًا:

  1. مقال بن متال البهي يتألق عليه من أسباب الفصاحة رونق
    يقدم عن قتل ابن لادن صورة وقد كادت الأكباد فيه تمزق
    وفيه للأمثال القديمة مضرب تبين منه القصد والقصد أبلق
    أتأكل ديمان من العلك حفنة لينفخ من آل بن ألفغ فيلق
    لقد كان روصو مجال ومنهج ليكتب فيها الشاعر المتألق

    ردحذف
  2. أيا غير معروف الذي هو ينطق**بشعر عليه م الفكاهة رونق
    يعلق في قول جميل مهذب** فأحسن بما يأتي به ذا المعلق
    أتنكر أن جاءت هنالك فكرة** عن أمر عظيم محزن ويؤرق
    وتلك هموم المسلمين ومن بها**قد أصبح لا يهتم فهو تزندق

    ردحذف
  3. يرد علينا نجل متالي "ردة"
    حلاها من الإبداع عقد منمق
    وتأخذه فينا الإذاعة تارة
    فينساب من حسن البلاغة فيلق
    وكانت له "جوف الفرا" وبها له
    من الأدب الجم العقاب المحلق
    ولا غرو أن أبدى من الشعر درة
    تقاصر عنها في القريض الفرزدق
    تحالف والشعر الجميل وآليا
    "بأسحم داج عوض لا نتفرق"
    له جفنة في الشعر سحاء حولها
    "من القوم ولدان من النسل دردق"
    وكم نطحة يقضي بها "دين" شاعر
    وما الشعر إلا نطحة وتمنطق

    ردحذف
  4. هذا زين حت واصلوا خيكم أهل لكوارب هذا طريف

    ردحذف
  5. اسكي اسكي هذا بعد الشعر ازين وأبيات ولد متالي واف عنهم لكلام والأبيات الأخرى حسنة جدا الله ابارك في الشعراء

    ردحذف
  6. والله ال هح

    هذه قصيدة زين حت حت

    ردحذف
  7. لقد أحببت أن أدخل هذا السجال الجميل ولكنني عجزت وسأكتفي بهذين البيتين

    هو الشعر بعض الناس فيه " يبودق"
    فينجو وبعض في القصيدة يغرق
    وبعض به ينبي عريشا وبعضهم
    يكون له شرقي شمامة فنــــدق
    ههههههوووووووووووووووهههههههه

    ردحذف
  8. هذا هو الإبداع أو يترك

    هذا زين

    ردحذف
  9. ما مضيع ولايتن ماه هذا الشعر والشعراء
    يخليكم مكثركم ومكل فايدتكم

    ردحذف
  10. مهندسنا يعقوب ليس له عقل
    وليس له رأس وليس له رجل
    وليس لهو فكر ولا خمسه عنده
    ولا عشره ..لا مفتاح ..لا لا ولا قفـل
    ولكنه يهذي ولا معنى للذي
    به هذيان المرأ أن عزب العقل

    ردحذف
  11. لماذا حذفتم تعليقي وتعليق الشاعر سيدي محمد ولد متالي ضمن سجنالنا هذا
    هل يمكن أن تفسروا لي ذلك أيها القائمون على هذه المدونة الخامرة ..هل يمكن ..هل يمكن؟

    ردحذف
  12. أدعو المدونة إلى تعدال مقابلة مع سيدي ولد متالي لكشف جوانب من شخصيته الفذه إنه خطير لقد درسنا ونحن شباب كان بجرا من المعرفة

    ردحذف
  13. يا غير معروف توقف عن الهزل سيدي شامة في خد الزمان وغضن من أغضان الأبداع في كل مكان،وهذا معروف ومشهود له في كل آن.
    سيدي يعرفه القاصي والداني،والقريب والبراني،فاتركوا سيدي سيدي ماه كد افامكم

    ردحذف
  14. بلادن الشقروي13 مايو 2011 في 6:24 م

    أحسن ولد متالي بارك الله فيه .
    لاكن الإعتزاز بقوة الشيعة يبقى خطئا فادحا

    ردحذف
  15. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  16. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  17. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  18. المدونة ماه لاداب الحسن ..المدونة مدونة الأخونجيين المخادعين وقانا الله شرهم

    ردحذف
  19. حسبنا الله ونعم الوكيل سيدي رجل طاهر الذيل معروف بالتقوى دعوا عنكم الإثم هذه جريمة

    ردحذف
  20. سجال جميييييييييل ونمنى المزيد

    ردحذف