17‏/03‏/2011

شوارع روصو.. إنجاز طال انتظاره

أشغال في شارع ولد اميس (تصوير لكوارب)

منذ فترة ليست بالقصيرة ومدينة روصو تعاني من تقطع في الأوصال وانفصال بعض أحيائها عن بعض نتيجة لخشونة الطرق وفساد الشوارع وصعوبة التنقل, ويتجلى ذلك بشكل أوضح في فترة الخريف حيث تغمر مياه الأمطار الشوارع الرئيسية في المدينة وتحاصر المنازل, خصوصا في حي "الصطارة" (أكبر أحياء المدينة) الأمر الذي تسبب في نزوح جماعي لكثير من ساكنة هذا الحي وحولهم إلى لاجئين عند الكلم7 والكلم8 على طريق روصوـ نواكشوط.
ويرى مراقبون أن السبب المباشر وراء الكوارث والفيضانات التي شهدتها مدينة روصو خلال الأعوام الأخيرة هو انعدام شبكة صالحة لصرف مياه الأمطار, وغياب إصلاح شامل للشوارع يراعي طبيعة أرض "شمامه" وخصوصيتها, ومافتئ سكان المدينة يوجهون نداءاتهم المتكررة إلى السلطات المعنية رجاء أن تضع حدا لهذه الوضعية المزرية التي كلفت سكان حيي "الصطاره" و "دمل جك" خسائر باهظة في السنوات القليلة المنصرمة.


أخيـرا بدأ الأمل يتحقـق ..
اكتمال الأشغال بأحد الشوارع (تصوير لكوارب)
وقبل أكثر من سنة من الآن تحولت شوارع مدينة روصو إلى ورشة عمل حيوية ونشطة لشق طرق معبدة في الشوارع الرئيسية بمحاذاة شبكة لصرف مياه الأمطار, ومن المتوقع أن يبلغ الطول الإجمالي للشبكة والطرق 30 كلم بتمويل من البنك الدولي لصالح الدولة الموريتانية, ويقع أغلب الشوارع المستهدفة في أحياء "أسكال" و "الصطاره" و "مدينه", وقد تم بالفعل إنجاز الأغلبية العظمى من هذه الطرق, بينما يستمر العمل في بقيتها بشكل دءوب وبسرعة لافتة, وتسابق الشركة الصينية المشرفة على تنفيذ المشروع الزمن من أجل إكمال أشغالها في المدينة قبل حلول الخريف المقبل.

ارتيـاح كبيــر..  
لايخفي كثير من المواطنين في مدينة روصو ارتياحهم الكبير لشق هذه الطرق و إنشاء شبكة الصرف, معتبرين ذلك "إنجازا تاريخيا" لمدينة سقطت ضحية لإهمال شديد ومتعمد من طرف الأنظمة المتعاقبة.
"لكوارب" ترافق ببكر انيك
و هكذا يرى ببكر انياك (صاحب سيارة أجرة) وأحد مواليد مدينة روصو "أن إصلاح هذه الشوارع يعتبر عملا جبارا نحن في أمس الحاجة إليه" مضيفا "لقد ولدت في هذه المدينة سنة 1964م ومنذ ذلك الحين لم أر في روصو شارعا واحدا معبدا قبل إنجاز هذا المشروع, فهو عمل كبير يستحق الإشادة والتنويه, وبالنسبة لنا نحن أصحاب سيارات الأجرة" يضيف ببكر "كنا نعاني قبل شق هذه الطرق من مشاكل كبيرة جدا في عملنا اليومي بسبب وعورة الطرق وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق", أما المواطن أحمدو ولد عبد الله فيعتبر "أن المدينة اليوم باتت بفعل هذا المشروع مترابطة الأطراف ويسهل التنقل بين أحيائها بكل بساطة سيرا على الأقدام وتجولا بالسيارات على حد السواء".

هواجــس..
يرى كثير من المواطنين في مدينة روصو أن إنجاز هذه الطرق ـ رغم أهميته وحاجة المدينة إليه ـ لا يخلو من مخاطر كبيرة يجب على المواطن الانتباه إليها  والحذر منها, فالشوارع بشكلها الجديد تغري أصحاب السيارات بالإسراع, في حين أن المواطنين قد تعودوا السير في وسط الشوارع أيام كانت  جل هذه الشوارع معرقلة, مما قد يتسبب في كثرة حوادث السير , لذلك لا يخفي كثير من أصحاب السيارات انزعاجهم من سير المارة في وسط الشارع دون خوف أو مراعاة للسيارات.
كما أن أصحاب المنازل المطلة على الشوارع المذكورة يبدون قلقا متزايدا خوفا من أن تتحول منازلهم إلى مصب لمياه الأمطار نظرا لارتفاع الطرق المعبدة فوق مستوى مداخل المنازل المحاذية. 
تواصل الأشغال بأحد شوارع المدينة (تصويرلكوارب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق