18‏/12‏/2010

روصو ..مدينة الذكريات والأهل

        
بدأت قصتي مع مدينة روصو فى مطلع العام الدراسي 2000_ 2001 , لم تكن هذه هي المرة الأولى التى رأيت فيها المدينة فقد زرتها مرات ومرات قبل ذلك، لكننى لم أمكث فيها طويلا فقد كنت أزورها إما لغرض العلاج أو رفقة أحد أفراد الأسرة الإشباع رغبتي  وفضولي من المدن وحياة أهله، فقد كان يعني لنا الكثير نحن الأطفال الذين تربينا فى البوادي وكانت حكاياته وطريقة العيش فيه وأطفاله الشجعان هي حديث الساعة بالنسبة لنا , وتمر الأيام وتتبدل الأحوال وتقرر الأسرة ذات يوم  أن تدخل أحد أبنائها المدرسة ولأنني  كنت المناسب حسب مايرون فقد وقع الإختيار علي , وبالتأكيد لم أعارض القرار ليس نتيجة لحبي للمدرسة ولا للدراسة ولكن لحبي للمدن وحياة المدن وأن أعيش فى وسط سمعت عنه الكثير والكثير، من مأكولات شهية، وأشربة باردة، وجهاز يسمى بالتلفزة يعرض الممثل الهندى (رامبو )، الذي لم أكن أعرف سوى اسمه ..... وتوكل المهمة إلى الوالد والخال الغالي محمدن ولد حمن، ويقوم بتسجيلي في مدرسة الطارق الإبتدائية فى الصف السادس, وهنا تبدأ الذكريات, ويبدأ التعرف على المدينة وعلى ساكنتها عن قرب، كما تبدأ أيضا رحلة الدفاع من أجل البقاء في وسط طفولي بكل إمتياز لا مكان فيه للضعيف، فلا يكاد يمر يوم إلا وحدثت مشاجرة سواء في المدرسة أو في الشارع , لكن هي الذكريات سرعان ما تكون جميلة مهما بلغ عنفها ومهما كانت نتيجتها بمجرد إنقضائها , وتتواصل الرحلة طيلة سبع سنوات من الصف السادس مرورا بالإعدادية وإنتهاءا بالثانوية , ولو كانت فى المدينة جامعة لأخترت التسجيل فيها على التسجيل في كل جامعات الكون من أجل البقاء في مدينة أحببتها من قلبي, في مدينة تعرفت فيها على زملاء من النوع الذى لا يخون عهدا ولا يقطع وصالا, في مدينة لم أحس يوما من الأيام فيها بالملل ولا بثقل الدراسة ومشقتها, ولأن كانت ظروف الدراسة قد أجبرتنى رغما عني على مغادرتها فأمنيتي أن أعود إليها إن بقيت حيا لأعمل فيها وأقدم خدماتي لمدينة إحتضنتني ورعتني, لمدينة أحببتها وأحببت ساكنتها, لمدينة أحببت باعوضها رغم خطورته, لمدينة  أحببت شوارعها رغم قماماتها ورائحتها النتنة, لمدينة أحببت التجول فيها كل مساء رغم هوائها الملوث بالأتربة, لمدينة نهلت من معين مدارسها ومدرسيها، وهنا أخص بالذكر مجموعة من الأساتذة هم الأستاذ النم ولد حمدا، والأستاذ اليدالي، والأستاذ عبد الله ولد تيندي، والأستاذ إبراهيم ولد جبريل، والأستاذ عين ولد سعد بوه، والأستاذ النابغة، والأستاذ جالو، والأستاذ أحمد سالم ولد أبي (كراي )، والأستاذ محمدن ولد حمين، والأستاذ يوسف ولد بودن، والأستاذ أمم، والأستاذ جمال ........  والقائمة تطول  فقد كانوا أساتذة بكل ما تحمل الكلمة من معنى , وفي النهاية أقول كما قال فاروق جويدة 
حين افترقنا
تمنيت سوقا
يبيع السنين
يعيد القلوب
و يحيس الحنين
تمرد قلبي
و قال انتهينا
و دعنا من العشق
و العاشقين
تمنيت سوقا يبيع السنين
أبدل قلبي وعمري لديه
و ألقاك يوما
بقلب جديد
تمنيت
لو عاد نهر الحياة
يكسر فينا
تلال الجليد
تمنيت قلبا
قويا جسورا
يجيء إليك
بحلم عنيد
و لكن قلبي
ما عاد قلبي
تغرب عنك
تغرب عني
وماعاد يعرف
ماذا يريد.
وكل عام وروصو بخير .

إسحاق ولد محمدن وجاه : طالب بكلية العلوم والتقنيات _ جامعة انواكشوط
 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق