24‏/08‏/2011

وزير تعليم أم وزير إسكان أم ناطق باسم الحكومة ؟؟؟

الأستاذ/ محمدن ولد حمنيه (لكوارب ـ أرشيف)
الكلام الحلو و الهدوء و برودة الأعصاب سلاح الوزير في زياراته الكرنفالية لمواجهة المستائين في قطاعه، و كل القطاع مستاء، أتذكر مرة قبل فترة حينما زارنا الوزير "الكبير" عقب الإضراب الأول في عهده أن الوزير تحدث بإسهاب عن سياسة الحكومة الداخلية و الخارجية و مكافحة الإرهاب و الإرهابيين و العوائق أمام كلية الطب و مشاكل الأخصائيين، و لست أدري قصد السيد الوزير حينها بالإرهاب، أيقصد الإضراب أم أن المصطلحين اختلطا صرفيا لاتحاد وزنهما على السيد الوزير، الوزير الموقر عودنا في زياراته بعد ذلك أن يتصدى بشرح وافر لمشاريع رئيس

الجمهورية و إنجازاته و الوعود التي قطعها على نفسه لمواطنيه و ما أنجز منها و ما سينجز و ما لم ينجز لو أنجز كيف كان يكون .. الوزير الموقر ذكرني و هو يحرك يديه و ينحاز بجسمه إلى اليمين مرة و إلى اليسار أخرى بداعية مجتهد يلقي بيانا عقب صلاة المغرب في كم بشري يريد له الأوبة إلى الله، قد يعترض معترض فيقول الوزير المحترم في زيارته الأولى عقب الإضراب الأول في عهده تحدث عن مشاكل القطاع و تدخل بعض الأساتذة بقوة و انفعال و أن الوزير ـ جوزي خيرا على حد قول المعترض ـ قبل الأمر بصدر رحب فرد ردا لطيفا و صبر صبرا جميلا لكنه "مكره أخاك لا بطل" فجلوسه بين مائتي أستاذ أغلبهم مضربون أجبره على الرد اللطيف و الصبر الجميل.


الوزير الموقر بعد عودته إلى انواكشوط جمع حقائب وزارية عدة في يده و أصبح امبراطورا للتعليم مكافأة له من سيده على ما قدمه من شرح واف لسياسة لا تهم القطاع بحال من الأحوال، و أحس الوزير الموقر حينها أنه أسند ظهره إلى ركن ركين فأطلق العنان لمافيات الفساد في وزارته فأتت على الأخضر و اليابس، علم بذلك الوزير أم جهله كما هو حاله دائما في إنكار الأمور الغامضة التي تدبر في أروقة وزارته، و ما تعهد به الوزير في روصو نسيه في نواكشوط فالشفافية التي أعلن عنها في التعيينات و التحويلات بضوابط و شروط معينة يبدو أن شروطها و ضوابطها اقتصرت فقط على سيولة نقدية يدفعها المستفيد، و ليس قولي هذا اعتباطا، فلو فتح التحقيق في الأمر و تتبعته الوزارة لوجدت الأساتذة المستفيدين من الأمر ـ و هم كثر ـ و السماسرة المتنفذين الذين باشروا العملية، و من أنبأك سيدي الوزير أن التعليم له مشاكل عديدة فقط فقد أكذبك فكل التعليم مشكلة و لم تزدد مشاكله في عهدكم الخير المعطاء إلا تشابكا و تعقيدا.

وزيري الموقر أنا لا أتحدث بدافع العاطفة، إنما أتحدث انطلاقا من واقع مر مزر مؤسف ممض مؤلم، و أنتم لا تحركون ساكنا لحلحلة الأمر سوى الحديث عن كزرات لا تعنيكم ولا تعنينا بقليل و لا كثير، وزيري الموقر ألا ترى ما يعيشه الأستاذ اليوم في عهدكم النير من حالة معنوية في الحضيض، ووضعية مادية بائسة؟، ألا ترى سيدي الوزير المعلمين و كأنهم عمال نظافة في بلدية ريفية فاشلة؟، ثم ألا ينبئك التدهور المريع و المستمر في مستويات التلاميذ بحال قطاعكم؟، الكل يحمل المعلم و الأستاذ المسؤولية و كأن الوزارة قامت بمهمتها خير قيام، تعتبون على الأستاذ و المعلم ولوجهما المجال التجاري المشرف  سعيا لإقامة أود عيالهم و إصلاح حال أسرهم دون اللجوء لتكفف الناس أعطوهم أو منعوهم و حفظا لما بقي من ماء وجوههم، و تنسون أنكم جميعا ـ ولا أستثني من الأقوام من أحد ـ تتاجرون بالسياسة و هموم المواطنين و حقوق عمال التعليم.

سيدي الوزير "الصغير" زيارتكم بالأمس لا تعدو هما ينضاف لهمومنا، فالثقة فقدناها منذ زمن فيما تقولون و ما تفعلون و ما به تتعهدون، ألا ترى أنكم في زيارتكم هذه وخلال لقائكم الإذاعي أسهبتم في الحديث عن الكزرة و عن تطور البنية التحتية و توفر الإنارة في الشوارع الرئيسية و عن المستشفيات و التطور الصحي في موريتانيا و التزام الرئيس بعهود قطعها فيما مضى على نفسه و تحدثتم عن كل شيء إلا التعليم، نحن لا نريد إنارة الشوارع إنما نريد إنارة أروقة وزارتكم المظلمة حتى في وضح النهار، و حينما أشرف اللقاء الإذاعي على نهايته و غيض الماء و قضي الأمر تحدث الوزير حديثا خجولا عن مشاكل القطاع.

سيدي الوزير كفاكم تلاعبا بعقولنا، فقولكم إن الأستاذ تكفيه مكانته المعنوية شرفا و لا يحتاج معها إلى زيادات في الراتب لأنه من كون الوزير و علم الرئيس أمر لا معنى له، و إن كان فلماذا لا تتبرعون ـ سيدي الوزير ـ براتبكم للأستاذ خدمة للوطن ما دمتم تقرون أنه أبدع قيمكم الثقافية.

سيدي الوزير كفاكم تلاعبا بنا و إحالة للفشل في قطاعكم إلينا تغطية على مكمن الخلل في وزارتكم العاجزة.

الأستاذ/ محمدن ولد حمنيه

هناك تعليق واحد:

  1. الاستذ حمنيه هذا زين يغيرتم بسط لوغتك اشوى خلي الناس كاملة تفهمه

    ردحذف