09‏/10‏/2011

هل تسمعوننى ..؟

الطالب/ المختار ولد محمذ فال
إلى متى سأظل جملة اعتراضية بين إخوتي من أبناء جلدتي في الظاهر أتمتع وإياهم بوحدة الانتماء والمصير، والواقع أنهم أوهموني بخطاباتهم المعسولة وأوقفوني بباب قصرهم الشاهق وسلطوا علي حراسا يمنعونني من أن أشكو بثي وحزني ولو لمرة واحدة .. وحجبوني عن أرباب الحجى أهل النهى ملوك القصر الذي تسمع فيه الكلمة وينصف فيه المظلوم وأنا من أنا؟.

أنا المواطن الصالح طبقا لمواد دستورالجمهورية  الإسلامية الموريتانية.                                                             
أنا المدافع عن وطنه بكل ما لديه من قوة ومال .. أنا الفقير المحروم من كل مؤهلات الحياة الإنسانية الكريمة على أرضه بين إخوته في الوقت الذي يفرح لفرحهم وساعة حزنهم لا يرتد له طرف ولايهدأ له بال ..
أنا الفرد الطامح إلى رفرفة العلم الموريتاني في سماء الحرية والعدل والمساواة .. أنا سيد الفئة المنسية .. أنا الصانع الماهر الذكي المثقف المساهم في اقتصاد بلادي رغم تهميشي وإقصائي وإبعادي .. أنا المنتظر على حر الجمر للاندماج في الحياة الاجتماعية النشطة بعد أن توالت الفئات الاجتماعية واحدة تلو الأخرى في الركب المستفيد من الدعم المادي والمعنوي وبقيت فئتي وحيدة تلتهم خيوط الصبر والسلوان "ليقضى الله أمرا كان مفعولا".                                                                            
أنا الشريحة الاجتماعية الوحيدة الممثلة على الصعيد الاجتماعي بمن لا ينتمي إليها .. المهمشة رغم وجودها، المحرومة من التمويلات التي تصل الدولة من المجتمع الدولي باسمها كدعم مخصص لمجال مهنتها ..

أنا الشريحة المتبقية فى بؤر الازدراء في أعين العامة والخاصة من الشعب والحكومة تماديا في تضييع حقوق هذه الشريحة وتمشيا لزوالها..                                    
لكن .. هيهات...هيهات...هيهات..                                                                                                            
اسألوا المواطن البسيط عن حالي فإن السادة يجهلونني .. أو ادخلوا أماكن طبخكم وتأملوا ما فيها من أوان وطريقة صنعها واستصلاحها، حينها سوف تعرفوننى .. أو اسألوا نسوتكم من أين يكتسبن حلي الزينة المعدنية الجميلة، عندئذ ستدركون أين رميتمونى .. وإلا فادخلوا المتحف الوطني وتأملوا ما فيه من منشآت تراثية وأمعنوا النظر في أهمية صنعها للشعب والدولة الموريتانيين، وقتها ستدركون موهبتي، وإن أنصفتم ستحاسبون أنفسكم بجرم انتهاك حقوقي لأنكم ضيعتمونى .. وبقانون "البقاء للأقوى لا لأصلح".
استضعفتمونى .. سامحكم الله إخوتي، أما آن لكم أن تتذكروني؟ .. أنا لا أطلب منكم المستحيل فاسمعونى .. من حقى أن أدمج في قطاع الصناعة حسب موهبتي .. "وأهل مكة أدرى بشعابها"، فأدمجوني .. ثم إن لصوتي صدا ثقيلا فتداركوني .. ألهمكم الله لما فيه الخير والصواب، إلى من تكلوني؟ .. فعلا إلى غيري وما أنصفتموني ..؟.

بقلم/ المختار ولد محمذن فال
طالب جامعي

هناك تعليقان (2):

  1. كان الله في عونك

    ردحذف
  2. أفتخر بأمثالك وبأنك أحد تلامذه الأقدمين وللوطن أن يفخر بك ولكن صبرا فالقيم تتغير في صيرورة الزمن و من رفع نفسه لن يخفضه الناس يا ابني .

    ردحذف