الأستاذ محمدن ولد حمنيه |
وبنهاية السبعينيات أجبرت الظروف المدينة أن تسير القهقرى عائدة إلى الورى وبمقارنة موضوعية وواقعية لحال المدينة اليوم بحالها قبل عقود يتضح أن حالها اليوم أسوء بكثير مما كانت عليه في الماضي فثقافيا خرجت "روصو" مئات الكوادر والأطر الذين ساهموا بشكل فعال في إدارة العهد السياسي الأول،أما اليوم فأغلب خريجي هذه المقاطعة فاشلون أو عاطلون عن العمل في أغلب الأحيان فإن حدث و استفاد البعض وقليل ما هم فمنحة إلهية فقط لا غير.
وصحيا تعتبر "روصو"اليوم المصدر الأول للفشل الكلوي بجدارة واستحقاق إن لم يكن على مستوى العالم ففي موريتانيا على الأقل والسبب مياه ملوثة بنسبة تتجاوز الحد والمعقول والحال الذي تبنته الإدارة السياسية لهذه المشكلة لا يعدو أكوابا من جافيل يفرغها في الخزان حارس امتهن الفوضى واللامبالاة واعتاد الإفلات من العقاب والمحاسبة، وإلى جانبها تسجل أمراض الصدر بمختلف أنواعها نسبا عالية هي الأخرى والسبب أكوام من القاذورات وأبخرة من الدخان المتصاعد وغبار كثيف على الموعد كل يوم .
أما الإدارة السياسية لهذه المقاطعة فالأمر لا يعنيها،إذ يقيمون في دور مبنية على أحدث طراز،ومكيفة بأحدث الأجهزة،بحيث تصرف الغبار والقذرات والدخان والمواطن البسيط ولها الحق في ذلك مادام الضرر مقصورا على المواطن فما دخل الإدارة في هذا ؟
ودينيا اشتهرت "روصو" فيما مضى بعلمائها وفقهائها ومساجدها أما اليوم فحدث ولا حرج،فقه اختفى وعلم تراجع ومساجد استبدلت بمحلات جزاااارة بحجة أن المسجد لم يكن ضمن الدراسة وأن البنك الدولي غير مجبر على بناء مسجد كما صرح بذالك نجم من نجوم السياسة وكوكب من كواكبها في هذه المقاطعة على سبيل السخرية والاستهزاء ثم أردف قائلا:ولينشر كما نشر سابقه.
وهذا يدعو إلى القلق فقديما قيل أن الأمر إذا بلغ الله انتهى.
أما الأمن فهو الاستثناء الوحيد في هذه المقاطعة إذمافتئ أداء الكوادر الأمنية يتطور يوما بعد يوم،ولو علمت القيادة والشعب الموريتاني بحال هؤلاء لقبلوا منهم الوجه والجبين وهو أمر يستحقه هؤلاء الأبطال .
فالدرك الوطني بقادته وأفراده يقوم بعمله في المقاطعة كما ينبغي حجز ومصادرة لمئات الكيلو غرامات من الحشيش والمخدرات وآلاف القناني الخمر أضف إلى ذالك إحساس هؤلاء بمسؤوليتهم واحترامهم لمواطنيهم وهو ما رفعهم دون شك فوق مستوى غيرهم.
ولا ننسى هنا ذالك الدور الرائد الذي يطلع به جهاز الشرطة فمغاويره الأفذاذ ظلوا صخرة كأداء في وجه تيار الهجرة السرية المتدفقة باتجاه البلاد، فلهم منا تحية إجلال وإكبار وتقدير واحترام في ظل غياب التشجيع والمكافأة في عرف إدارة "روصو" السياسية ولا ننسى هنا بلدية "روصو" فهي أحق الجميع بالتعريج عليها منتخبون تعاقبوا على تسيير البلدية عاثوا في الأرض فسادا فأهلكوا الحرث والنسل وأكلوا الأخضر واليابس وأهملوا القيام بالدور المنوط بهم كما يجب فالسوق والمستشفى محاصران بالقمامة من كل حدب وصوب حتى محلات المواطنين ومساكنهم لم تسلم هي الأخرى من الحصار المفروض عليها بأكوام القمامة.
أما العمدة الزعيم المسئول الأول فحدث ولا حرج رحلات مكوكية بين موريتانيا وفرنسا وإسبانيا وكأن الأمر لايعنيه بقليل ولا كثير وكأن الشعب انتخبه من أجل الراحة والاستجمام على حساب المواطن المضنوك المنهك بسبب الجوع وأشياء أخرى إذ لايعدو غذاءه أكل من خمط وأثل وشيء من سدر قليل.
والسبب أن أزمات هذه المدينة وتشابك خيوط أزماتها باد للعيان أنظمة سياسية متهالكة عجزت عن إنقاذ نفسها من التردي في مهاوي التردي فكيف لها بإنقاذ غيرها.
ولاة وحكام عينوا في هذه المنطقة ومؤهلات التعيين واضحة لكل ذي عينين قرابة من وزير أوعلاقة بأخر أوالحصول على تقدير ممتاز في النفاق السياسي وتملق الأنظمة السابقة واللاحقة دون الالتفات إلى الكفاءة والخبرة والقدرة على تسيير هذه المدينة فأصبحت المدينة نهبا لكل من هب ودب من أبنائها وحكامها وولاتها ومنتخبيها.
إذا أنت لم تستح فاصنع ما شئت.
سيدي الرئيس فخامة القيادة الخطب الجلل في هذه المقاطعة عدل غاب وفساد استشرى وشوارع امتلأت بالقذارة وإدارة اجتهدت في خدمة نفسها ومقربيها وتركت المواطنين غرثى البطون خماصها يتضورون من ألم الجوع ماديا ومعنويا وثقافيا.
سيدي الرئيس تدارك الوضع أكيد أنكم فخامة القيادة الوطنية لا ترضون بهذا فالعدل دستوركم وإحقاق الحق منهجكم وإبرام الحكم الفصل ديدنكم، فأحق الحق وانتم أهل لذلك واعدلوا واحكموا بما يرضي المواطن المضنوك.
سيدي الرئيس لقد عودتنا أن يكون الحل سريعا وفعالا وحاسما فالله الله سيدي الرئيس الوضع لم يعد يحتمل ونحن نشكوا بعد الله إليك حالنا فلا تتركنا سيدي الرئيس لعبة في أيدي جبابرة سماسرة يتلاعبون بنا بحقوقنا ومشاعرنا وأحلامنا وآمالنا وآلامنا فالبدار البدار السيد الرئيس.
هذه كلها حقائق فنسبة المصابين بالربو في روصو تزداد يوما بعد يوم و السبب واضح كثبان متراكمة من القمامات كلما مرت عليها سيارة خلفت وراءها أعمدة من الغبار المصاحب بأنتن الروائح، أين دور البلدية؟
ردحذفهذا صحيح
ردحذف