27‏/05‏/2011

مكانة الأخلاق في الإسلام


تتبوأ الأخلاق الإسلامية مكانة عالية، ومنزلة رفيعة ، حظيت بها من البارئ اللطيف الخبير- سبحانه وتعالى – وجسدها قولا وعملا المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى نعته الله تعالى بأجمل الأوصاف وأسماها، فقال سبحانه وتعالى : (( وإنك لعلى خلق عظيم ))، وهو من أهم ما امتدح الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم في كتابه .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أما الخلق العظيم الذي وصف الله تعالى به محمدا صلى الله عليه وسلم فهو الدين الجامع لجميع ما أمر الله به مطلقا، هكذا قال مجاهد وغيره، وهو تأويل القرآن كما قالت عائشة رضي الله عنها: (( كان خلقه القرآن )) وحقيقته المبادرة إلى امتثال ما يحبه الله بطيب نفس وانشراح صدر .

يقول ابن القيم الجوزي : ((إن حسن الخلق هو الدين كله، وهو حقائق الإيمان وشرائع الإسلام .

كما تظهر مكانة الأخلاق في الإسلام من المنزلة العظيمة التي يحظى بها المتخلق بالأخلاق الإسلامية، حيث يحصل له من الأجر الجزيل والثواب الكثير، والمنزلة العظيمة، ما لا يحصل لغيره، يقول صلى الله عليه وسلم: (( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ))، وقال صلى الله عليه وسلم مبينا الرابطة القوية بين الأخلاق والإيمان: (( أكمل المؤمنين أيمانا، أحسنهم خلقا))، وقال صلى الله علي:(( إ ن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم من مجلسا يوم القيامة الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون، قالوا: يارسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون ؟ قال المتكبرون)).

ومما سبق يؤكد ويدلل على منزلة الأخلاق، ومكانتها العظيمة في الإسلام، حيث إن مصدرها من الله تعالى، العالم بما يصلح العباد، ويزكيهم ويطهرهم .

كما أنها منهج تطبيقي عملي قطعي لا نظري وصفي، لا واقع له، فقد طبقها المصطفى صلى الله عليه وسلم في نفسه ومع غيره، وأحبه أصحابه حبا صادقا، حتى دعاهم ذلك إلى تقديره وإجلاله، وتقديم قوله على أقوالهم، وفعله على أفعالهم، ورأيه على آرائهم، والإقتداء به في كل شؤونهم، فسادهم الوئام والائتلاف، بل وصلت بهم أخلاقهم إلى أعلى الدرجات حتى وصفهم الله سبحانه وتعالى بآيات تتلى إلى  أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى: (( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )).

هكذا تتجلى منزلة الأخلاق الإسلامية ومكانتها، فيما يحل بالأمم من دمار وهلاك إذا هجروا الأخلاق الإسلامية، وارتكبوا المساوئ الأخلاقية .
                                                                      
                                                                                    الطالب:أحمدولدآدم

هناك 3 تعليقات:

  1. متــــــــــــــــــعلم27 مايو 2011 في 8:14 م

    إنما الأمم الأخلاق مابقيت *** فإنهم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
    الإنسان الذي ليس له أخلاق كالأرض التي ليست فيها الحياة، فشكرا لك وللقائمين على المدونة

    ردحذف
  2. هذا المقال مسروق من موقعنا الكتروني وإذا لم تسحبوه خلال 24 ساعة سوف نرفع عليكم دعوى قضائية وندمر موقعكم

    ردحذف
  3. موقعنا هو www.gmail@.com

    ردحذف