18‏/11‏/2010

إمام الدين يكتب : عذرا حاكم جدر المحكن..إنها لحوم الفقراء


الكاتب إمام الدين ولد أحمدو
"رب السجن أحب إلي من مايدعوننى إليه"، لاشك ان الآية الكريمة كانت تتردد على شفاه الإخوة الأفاضل، فاعلى الخير، وهم يساقون إلى سجن روصو بأوامر من حاكم مركز جدر المحكن الإدارى، بعد أن رفضوا إعطاءه بعض الأضاحى التى جلبوها لرسم البسمة على شفاه الفقراء يوم العيد.
لم يستطع حاكم جدر المحكن أن ينفع وعجز كعادة السلطات المحلية فى هذا البلد ان يعالج المشاكل الكثيرة المتراكمة لسكان مقاطعته، فعزم على الأقل ان يضر الفقراء، فيمنع الأيادى البيضاء لمنظمات خيرية ألفت الفقراء وألفوها.
أخذ حاكم جدر المحكن برأس ولحية ممثل جمعية العون المباشر فى روصو، يجره.. مصرا على حصته من "كباش الفقراء" فى تصرف يعبر عن درجة كبيرة من السادية كنا نظن – نحن على الأقل- المخدوعون بخطاب الحرب على الفساد والمفسدين أن زمنها ولى، وفوق ذلك أن الفقراء إنتصروا على الطغاة والجبابرة يوم أدلوا بأصواتهم لرئيس يحلو له أن يتسمى برئيس الفقراء، أملا فى أن يكبح على الأقل جماح الطغاة الذين طالما سلطوا سياطهم وآياديهم الملطخة لتنهش "لحوم الفقراء"..ولكن هيهات، فالفقراء فى هذا المنكب البرزخى كلما ظنوا أن حليمة هجرت عادتها القديمة، وأن العود بدأ يستقيم، تبين أن كل ذلك سراب بقيعة لا تزيل ظمأ العطشان، حتى حين تلقب رئيسه بإسم رئيس الفقراء وأدعى الإنحياز إليهم والدفاع عن حقوقهم، عاد ولاته وحكامه ليسيموهم سوء العذاب، لدرجة لم تعد معها المنظمات الخيرية التى ظلت طيلة السنوات الماضية نعم العون للفقير والمحتاج، بمقدورها فعل ذلك.
فمن يعرف الإخوة المعتقلون بأمر رسمى من حاكم جدر المحكن يدرك أنه جاء من الفعل إدا وأرتكب جرما فى حق الفقراء واساء لصورة رئيس الفقراء فى أذهان شعبه .
فالإخوة المعتقلون هم من يستحقون حقيقة لا إدعاءا الإتصاف بصفة أبو الفقراء وأم الفقراء، و رئيس الفقراء، ومطعم الفقراء، ومدرس الفقراء،..من أطعم المسكين؟ لايريد جزاء ولاشكورا "إنما نطعمكم لوجه الله"، من علم الجاهل ووقف إلى جانب المريض المعوز...من يسهر على رعاية الأخلاق فى مجتمع أفسده قادته ومن إليهم أوكلت مهمة رعاية الإخلاق.
أسئلة لايستحق الفقير والجاهل والمتشرد فى روصو كبير عناء للإجابة عليها، تلك الإجابة التى لم يستطع حاكم جدر المحكن ان يستسيغها فسعى جاهدا إلى إطفاء النور وحجب الشمس عن أولئك الفقراء، لدرجة تجعل فقراء روصو يستغربون تصرف حاكم جدر المحكن، متسائلين متى يبقى هذا الحاكم فوق القانون؟ يتصرف وكأنه دولة داخل الدولة؟ وكأنه لم يسمع قط عن الحرب على الفساد وبقية المعزوفة التى تردد على مسامعنا صباح مساء..فحاكم جدر المحكن هو نفسه الذى أعطى أوامر رسمية قبل اشهر للأساتذة بضرورة الغش للتلاميذ فى مسابقة الحصول على شهادة ختم الدروس الإعدادية..وهو الذى طالب بحصته فى "كباش الفقراء"..وحين لم يمكن من ذلك أعطى أوامره بسجن إمام مسجد، ومستشار بلدى، ومهندس زراعى، ليؤكد إستخفافه بكل هؤلاء ولكي يمنع الفقراء اللحم واللبن الذى جادت به الأيادى البيضاء صباح العيد، وهو الذى وهو الذى وهو الذى....
يارئيس الفقراء أين أنت من هؤلاء.. إلى من تكلنا..إلى حاكم طاغية منعنا حقنا ويسيئ لمن أطعمنا وعلمنا وأسقانا..إلى من تكلنا.. إلى من يريد حصته قبلنا ..إلى من يستأثر بحقوقنا ويسجن من يطعمنا..إلى من يزاحمنا حتى فى لحومنا.
ماذا تقول لأفراخ بذى مرخ
ثقب الحواصل لاماء ولاشجر
ألقيت كاسيهم فى قعر مظلمة..
أيها الحاكم، لوكنت تعرف من سجنت لأدركت ببساطة ان السجن احب إليهم من ماتدعو إليه..وأن تضحيتهم التى شجعتهم على خدمة الفقرءا وتعليم الفقراء وتوفير اللحوم للفقراء- ولو زاحمهم الأغنياء- جعلتهم لا يتساهلوا فى تأدية المهمة لأنهم يدركون عظم المسؤولية وحجم الأمانة التى لاتبالى فى تضييعها.. فعلى رسلك ياحاكم رئيس الفقراء على أرض الفقراء فى جدر المحكن فاللحم حصرا للفقراء.
بقي لى أن أشير إلى أننا أمام أمرين لاثالث لهما، إما أن يكون رئيس الفقراء الذى أوكل إليكم مهمة خدمة شعبه يجهل تصرفتاكم فى "لحوم الفقراء"، وقد ابلغناه.. اللهم فأشهد، وإما أن يكون على علم بها فتغاضى عنها وضيع "لحوم الفقراء" فجر عيد "اللحم"، فتلك مصيبة.

إمام الدين ولد أحمدو

هناك تعليقان (2):

  1. إمام الدين هذا امتين

    ردحذف
  2. امام الدين الرجاء اصلاح كتابة الأية التي اوردت من سورة يوسف

    مما يدعوننى إليه، وليست : من ما

    ردحذف