من فرسـان المـدونة "أ"

الزميل المصطفى ولدمناه (لكوارب)

تحتفي مدونة لكوارب هذه الأيام بعامها الأول .. لقد شبت في عامها الأول عن الطوق واستغنت عن لبان الرضاع الإعلامي لتصبح إحدى المنارات الإعلامية الكبيرة، إن المدونة كأي فكرة لا بد أن تكون قد اقتاتت من أوقات وقلوب شخص أو أشخاص آخرين قبل أن تصل إلى طورها الحالي.

ولا بد أن تقتطع مساحات كبيرة من اهتمام شخص أو أشخاص عدة ومن أوقاتهم وأموالهم.

في هذه الأسطر نتعرف على بعض فرسان مدونة لكوارب .. أولئك الذين تحملوا المسؤولية الكبيرة خلال  12 شهرا ليصنعوا لنا مدونة جيدة وجميلة ومثيرة، وأول هؤلاء:

المصطفى ولد مناه: وهو شاب لبق يخطو بتوأدة وحماس، حسن السمت، أنيق المظهر، محبوب لدى الأندية الثقافية في المدينة، منفتح جدا، مؤمن بالتعددية في الأفكار والتصورات، يؤمن بأن الناس يمكن أن يختلفوا في أشياء كثيرة، ما لم يصل ذلك إلى التهديد بأن أحدهم سيوجه عبارات نابية إلى شخص آخر أو آخرين .. أو أن أحدهم سيقتلع عين شخص آخر خلال مباريات غير ودية.

كانت المدونة شيئا عدما قبل المصطفى، نقلها إلى الوجود بالقوة، بعد أن اختمرت في ذهنه، ويوم 17 رمضان من العام المنصرم، أطلق المصطفى المدونة مع عزم قوي على أن المسيرة ستتطور ولن تتوقف أبدا.

المصطفى هو المدونة والمدونة هي المصطفى .. تطور المصطفى بعد أن تطورت المدونة، ومع استقرار المدونة وثباتها على خطها التحريري كان المصطفى أيضا يفعل شيئا مثل ذلك.

يسهر المصطفى كثيرا من أجل المدونة، .. لا .. لا دائما من أجل خدمة أهداف المدونة النبيلة، ويبذل من وقته وجيبه لتلافي الأزمات المالية التي قد تعصف بالمدونة في أوقات كثيرة.

يتقاضى المصطفى مقابل أتعابه الكثيرة في المدونة مبالغ طائلة، لكنها من الحسنات في الصبر على خدمة قضايا مواطنيه في المدينة.

لا أزال أذكره وهو يلتقط الصور بلباقة وذكاء خارق، أو هو يحرر بتميز ومهنية أخبارا مميزة لصالح المدونة، كما لا أزال أذكر لباقته وهو يتحدث إلى أحد المصادر يستدرجه ليعطيه خبرا أو تفسيرا لظاهرة.

أزعج المصطفى بعض الذين عاشوا بآذان من عجين لا تسمع إلا الثناء والتمجيد، فكلفوا أحد الذين حادوا عن مهماتهم الأصلية ليراقبه ويعرف أين يتجه وأين يسير وإلى أين يمشي، كان الشخص المذكور يتردد على المصطفى كل يوم لسبب أو دون آخر عدة مرات.

وفي فترة لاحقة التقطت له صورة .. ربما سأنشرها في وقت لاحق لأثبت أن كثيرا من أهل الثقة لا يستحقونها .. دونت أكاذيب كثيرة حول المدونة ومديرها ورفعت تقارير من جهات إلى جهات أخرى .. لكن الجميع عاد واكتشف الحقيقة وهي أن المدونة .. تماما كما المصطفى تمارس عملها بشكل مهني ولا تهدف إلى الإساءة إلى  أحد، وبالتالي تغيرت الصورة .. لقد أصبحنا جميعا أصدقاء يمكن أن نشرب الشاي ونعمل لخدمة المدونة.

للمصطفى طرائف كثيرة مع المدونة، فالرجل الذي يؤمن أن نهر السينغال ليس مسطحا مائيا فحسب بل هو شريان الحياة لعرق نابض بين بلدين، يتقن اللهجة الولفية بقوة وقد يستعين بها في أوقات مهمة.

ذات مرة خاطب السفير الفرنسي في زيارة إلى روصو "مسيي تخول في" (أي استقم سيدي السفير) .. أهمية الصورة والضيف جعلت المصطفى يظن أن السفير الفرنسي ككل سكان روصو يفهم بسرعة معنى "تخول في".

ذات مرة أراد المصطفى إعداد تقرير جيد عن الميناء القديم في روصو .. لكن عسكريا ناعسا كان بالمرصاد، لم يكن يؤمن "بالصوت ولا بالصورة" كوسيلة لحل الخلافات السريعة ونقل الأفكار المهمة، .. لقد فزع أحدهم حينها لكن المسألة مرت بسلام.

المصطفى شاعر مرموق سريع البديهة يملك قدرة فائقة ـ فتبارك الله ـ على الاستشهاد والتمثل، تربطه علاقات وطيدة مع أهم قوى المدينة ورجالاتها الثقافية والعلمية والدعوية والسياسية.

يكره المصطفى قول بعضهم إن أزمة مدينة روصو في البعوض .. لأن ذلك يخفي جزءا كبيرا من الحقيقة، بحسب المصطفى البعوض جزء من ضحايا الإهمال العام لروصو.

فـارس مجهـول

مدونة لكوارب