08‏/04‏/2011

الإدارة في ولاية اترارزة لخدمة من؟

الأستاذ: محمدن ولد حمنيه (تصوير لكوارب
في بداية عهده أطلق الرئيس الموريتاني كمّا من الوعود و التعهدات من ضمنها تقريب الإدارة من المواطنين بحيث تفتح الإدارة أبوابها لكل من هب ودب شريطة أن يكون موريتانيا قحا، و كغيرهم في باقي ولايات الوطن استبشر المواطنون في ولاية اترارزة بالأمر كيف لا و الإذن لإقامة أمسية ثقافية في دار الشباب المتهالكة المليئة بالجرذان و القطط يستلزم أسبوعين كاملين من العدو و الهرولة في أروقة إدارة مقرفة، فإن تضمنت الأمسية عروضا مسرحية تشم منها رائحة النقد لإدارة الدولة و مسؤوليها فالإذن يستلزم الدهر كله.

و كما هو الحال في باقي إدارات الدولة فتحت الإدارة في ولاية اترارزة أحضانها للمواطنين مربتة على أكتافهم لتعود بعدها حليمة إلى عادتها القديمة.
ولاة تعاقبوا على كرسي الولاية و اعتمدوا في تثبيت كراسيهم على التطبيل لولي الأمر الذي شغله مدحه عن عيوب حكامه و ولاته، ولاة نأوا عن المواطنين بل و عن أروقة الولاية نفسها، و رغم الترميم الذي حظيت به مباني الولاية في اترارزة إلا أنه تجديد لم يتجاوزها إلى من فيها، ملفات تستغرق لإكمال إجراءاتها واقعيا دقائق فقط لكنها في مكاتب الولاية و أروقتها تستغرق أياما و ربما أشهر و المواطن المسكين يدخل و يخرج جيئة و ذهابا و عمال الاستقبال يقابلونه بأوجه مختلفة وجوه ضاحكة مستبشرة و وجوه عليها غبرة ترهقها قترة و النتيجة واحدة و إن اختلف الرد، الوالي مشغول في اجتماع سياسي مع ثلة من المطبلين أو في اجتماع مغلق مع زمرة من المزارعين و طبعا الأقوياء منهم فلا مجال للمستضعفين، و بما أن هذه الردود ملتها القلوب و أنكرتها الأسماع أقترح ردودا جديدة من قبيل سيدي الوالي يتفقد حال المرضى و المعوزين و يصلح من حال الفقراء و العاجزين حتى ولو كان الأمر كذبا فإن فشلنا في تغيير عقلية الإدارة و بنيتها فعلى الأقل لا نفشل في تطوير الكذب و الخداع و المماطلة.
كانت محادثة الركبان تخبرنا
حتى التقينا فلا و الله ما سمعت


عن جعفر ابن صلاح أسوأ الخبر
أذني بأسوأ مما قد رأى بصري

أجمع السمع و البصر و العقل و المنطق و القاصي و الداني إذا على بعد الإدارة من المواطنين، فالموت و الويل و الثبور و الهلاك أحب إلى نفس المواطن من متابعة ملفات في المقاطعة أو الولاية و السبب أنه لاحظ في الدخول على الوالي إلا لنافذ معلوم النفوذ أو مطبل معلوم التطبيل أو رجل أعمال معلوم الفساد أو مزارع اشتهر بالتحايل و الالتفاف على أموال الدولة و قروضها، و مادامت الإدارة في خدمة من أسلفت فمن يخدم المواطن المسكين إذا، ذل و هوان و انكسار يلقاه المواطن في مباني الإدارتين على يد غلاظ شداد أجلاف.

أخي المواطن إن لم تفتح المقاطعة و الولاية أبوابهما لك فلمن تفتح هذه الأبواب إذا؟ أقترح يا إداريي الولاية أن تمارسوا أعمالكم في مكاتب لا أبواب لها حتى لا تتمكنوا من مماطلة المواطن المسكين في حقه المكفول شرعا و قانونا و دستورا.
يا أهل الإدارة ليست الحنكة الإدارية في طرد مواطن بسيط و ليست في تلفيق تهمة لا أساس لها لآخر لحاجة في نفس يعقوب قضاها أو في الطريق لقضائها و ليست في إظهار القوة و النفوذ أمام مواطن بسيط أنهكه الجوع و أضناه العطش و أثقلت كاهله الضرائب و مرغت أنفه في التراب أسعار لا ترحم و ذهبت بحبيبتيه الانقطاعات المتكررة للكهرباء و أتلف الغبار رئتيه و ما بقي نصيبا مفروضا لباعوض لا يزاحمه فيه مزاحم، و ليكن في علم إداريي الولاية أن الولاية في ظل الإعصار المدمر الذي يجتاح العالم العربي و يقتلع أساطين الظلم و الفساد ملقيا بهم في مزبلة التاريخ معرضة كغيرها من باقي المناطق لهذا الأمر إن لم تسارعوا لخفض الأسعار و رفع الظلم و الغبن و التهميش و اعتماد العدل و المساواة بين المواطنين دون نظر للون أو العرق أو النسب، و إياكم إن لم تكونوا جزءا منها و بطانة السوء التي تخفي الحقيقة ما ظهر منها و ما بطن و لا يغرنكم قول بطانتكم لسنا كغيرنا فلا نرى رأيهم و لا نسعى سعيهم و لا يعجبنا أمرهم فقدما اتخذنا ظهور العيس مدرسة و لن يضيرنا أن نتخذها ملجأ و مقاما.
إداريي الولاية "الولاية" في عهدكم كما في عهد من سبقوكم تشكو فقرا مدقعا أنتج آثارا اجتماعية بمثابة قنبلة موقوتة معدة للانفجار في أي وقت إن لم يتدارك الوضع و هو ما لا تلوح في الأفق بوادره، أين أنتم يا إداريي الولاية من انتشار الأمية و الجهل و الخمر و المخدرات و انفلات الأمن و انتشار السرقة و التلصص؟ عجبت لأمركم إداريي الولاية تحاربون الثقافة و الإبداع و تطلقون الحبل على الغارب لأماس راقصة ! يا إداريي الولاية إن التاريخ لا يجود كل يوم برجال عظماء صادقين و محبين لأوطانهم و مواطنيهم بصدق و زهد دون نفاق، إن التكبر و التعالي و الصراخ لا يفيد التافه إلا بقدر ما يحط منه، و كما تدينون تدانون، و لن تعبدوا في هذه الأرض شئتم أم أبيتم، فتداركوا أنفسكم قبل أن تكون ثورة تؤزكم في مقاعدكم أزا لتحيلكم أعجاز نخل منقعر تنعقون بما نعق به من قبلكم (فهمتكم، فهمت البطالين) حتى إذا بلغت القلوب الحناجر و اختفى السياسيون و المطبلون تذكرتم عبارة من صاح فيما مضى ألما و حرقة (فهمت السياسيين) و عرفتم حينها أن الظلم و التضييق على الحريات منتهاه ما انتهى إليه من قبلكم (فهمت المطالبين بالمزيد من الحريات) فإذا ضاقت الأرض بما رحبت و فتحتم العيون و فغرتم الأفواه و قلتم سبحانك ما كان لنا أن نفعا ما فعلنا و أجهشتم بالبكاء ليخرج الصوت ضعيفا متهالكا (لا إدارة مدى الحياة) فأدركوا أنفسكم حتى لا يطابق الواقع المقال و حتى لا يطرح المواطنون السؤال.. الإدارة في ولاية اترارزة لخدمة من؟   

الأستاذ محمدن ولد حمنيه

هناك 6 تعليقات:

  1. laa foudda vouk...khayyyaaaakkk
    c'est vrai ce qu'il deplore. kounta we la zilta ousta4na almouffaddaall. par vos opinions immuables,infernales et credibles.

    ردحذف
  2. هذا مقائل رائع لكني اقترح عليكم نشره في كل المواقع الإخبارية والمنتديات الوطنية والصحف والمجلات حتى لايظل حبيس هذا الموقع وحده لعل وعسى ان يتدارك اخوتنا في الإدارة الأمر قبا أن يبلغ السيل الزبى

    ردحذف
  3. نحن أهل أكد يحيى نعلن براءتنا من الأستاذ محمدن ولد امحمدن ..ونعلن مسادنتنا ودعمنا للولاية ورفضنا لكل دعاية التكتل
    إن الولاية متعدلة وأهلها يعملون لصالح الشعب وخصوصا أهل اكيدي يحيى الذين وجدوا كثيرا من الدعم من طرف الوالي فله الشكر ومحمدن لا يمثلنا..كما قلنا ذلك للوالي

    ردحذف
  4. معجب بكل ماهو أمغري9 أبريل 2011 في 8:27 م

    شكرا جزيلا لأستاذنا المقتدر الذي عودنا على مقالاته الصادقة الرصينة والتي تصدح بالحق وتنصف المظلوم دون خوف أوتراجع ونشكره بشكل خاص على هذا المقال الذي هز أركان المستبدين وأذنابهم وجعلهم يتجاوزون حدود اللياقة تضجرا وجبنا، فشكرا لك أيها الأمغري الصادخ

    ردحذف
  5. اشكر الاستاذ محمدن علئ المقال رئع احدمن ابناءتيكند غير مجهول

    ردحذف
  6. واحد امن ساتذة هذ الصبي11 أبريل 2011 في 10:38 ص

    أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف