11‏/08‏/2011

د. أبوبكر ولد محمد في لقاء مع "لكوارب"

د. أبوبكر ولد محمد
الدكتور أبوبكر ولد محمد أحد شباب ولاية اترارزه الطموحين، وأحد أبناء  مدينة روصو، قدم إليها في سن مبكرة حيث أكمل دراسته في مرحلتي الإعدادية والثانوية قبل أن ينتقل إلى العاصمة انواكشوط لإكمال دراسته الجامعية.

ولم ينس د. أبوبكر مدينته روصو حيث عاد إليها مبكرا  بعيد عودته من دولة سوريا وحصوله على شهادة دكتوراه دولة في اللغة العربية وآدابها،  مدونة لكوارب التقته فكان لها معه اللقاء التالي:


لكوارب: في البداية نود منك أن تقدم نفسك لقراء مدونة لكوارب؟

د.أبوبكر ولد محمد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، شكرا للإخوة في مدونة لكوارب على هذه الفرصة التي سمحوا لي من خلالها بالتحدث إلى قراء هذه المدونة الرائدة، وردا على سؤالكم أنا اسمي أبوبكر ولد احميد من مواليد قرية الدوشلية بمقاطعة المذرذره بتاريخ 25-10-1980، نشأت في الدوشلية ودرست فيها القرآن الكريم وبعض متون النحو والفقه المالكي، قبل أن أهاجر إلى مدينة روصو في حدود منتصف تسعينات القرن الماضي حيث درست هناك مرحلتي الإعدادية والثانوية، وحصلت على باكلوريا الآداب العصرية سنة 2001م، ثم انتقلت بعد ذلك للإقامة في انواكشوط لمتابعة الدراسة في قسم اللغة العربية بجامعة انواكشوط التي تخرجت منها بعد أربع سنوات بالمعدل الأول سنة 2005م، الأمر الذي أهلني للحصول على منحة للدراسات العليا، حيث توجهت إلى جامعة دمشق وأكملت فيها دراستي العليا، فحصلت سنة 2006م على دبلوم الدراسات العليا (أدبيات) بتقدير جيد، وفي العام 2008 حصلت على درجة الماجستير في الآداب بتقدير امتياز، وأخيرا في العام الحالي 2011 حصلت على درجة دكتوراه دولة بتقدير جيد جدا.

لكوارب: كيف كانت الدراسة في سوريا .. وكيف عايشتم الغربة هناك؟

د. أبوبكر: بالنسبة إلى حياة الدراسة في الخارج أعتقد أنها متشابهة إلى حد ما، فالغربة هي البعد عن الأهل والوطن، وإن كانت الإقامة في البلاد العربية أقل تأثيرا منها في بلاد العجم نظرا إلى وحدة اللسان والدين، لكن مع ذلك أرى أن حياة الدراسة في الخارج هي مزيج من الأحوال المختلفة التي تجمع بين الأمل والرجاء، والصبر على الواقع ومواجهته، فهي ليست كلها أفراحا أو سياحة كما يتصور بعض الناس، وهي ليست كذلك معاناة مستمرة لا تنقطع .

ولعل أكبر مشكلة واجهتني في دراستي العليا في سوريا التي استمرت ستة أعوام تقريبا هي خوفي من المستقبل المهني في موريتانيا، إذ من المعروف الشائع أن مستوى استيعاب أصحاب الشهادات العليا في موريتانيا ما زال ضعيفا جدا إن لم نقل إنه معدوم، هذا فضلا عن بعد سوريا عن موريتانيا وانعدام التواصل تقريبا بين هذين القطرين العربيين المتباعدين جغرافيا، وصعوبة الدراسة في سوريا، واعتمادها على مقررات علمية كثيرة تحتاج إلى الحفظ الكثير والمذاكرة المستمرة، مع أن هناك مواد عديدة لم أدرسها في جامعة انواكشوط وقد درسها زملائي في جامعة دمشق في مرحلة الإجازة .. لكن عموما أرى أن الدراسة في الخارج هي تحد لا بد من مواجهته والصبر عليه حتى إكماله، وفي إخلاص النية لله تعالى والاستعانة الدائمة به واللجوء إليه بالدعاء والتضرع خير معين، مع استشعار معيته سبحانه وتعالى للإنسان ومساعدته له في جميع الأحوال والأقطار.

لكوارب: كيف تنظرون إلى مشكلة حملة الشهادات العليا في موريتانيا؟

د. أبوبكر: أنا أرى أن مشكلة حملة الشهادات العليا في موريتانيا كبيرة جدا، فهي تعكس حجم الغبن الحاصل الذي يمارس من طرف الدولة الموريتانية في حق هذه النخبة المثقفة التي أنفقت أعمارها لكي تحصل على شهادات عليا من دول تبعد آلاف الكيلومترات من موريتانيا، وبعد عودتها إلى الوطن اصطدمت بالواقع المر الذي انتظرها، حيث التهميش والتجاهل المشرع بالقوانين الحامية للظلم الاجتماعي، ويكفي للتمثيل لذلك قانون "المدرس الجامعي" الذي يحدد عمر الأستاذ بـ 45 عاما، وقد أجازته موريتانيا وهمشت به المئات من الشباب الحامل لشهادات عليا في مختلف التخصصات الأدبية والعلمية.

ولمواجهة هذا الواقع أدعو كل الشباب الأكاديمي الحاصل على الشهادات العليا إلى التكاتف والتعاون من أجل فرض العدالة، وإدماج كل الكفاءات التي تحتاجها جامعة انواكشوط ومؤسسات التعليم العالي في سلك الوظيفة العمومية لكي تضطلع هذه الشريحة بمسؤولياتها فتضخ مياها جديدة في مؤسساتنا التعليمية المهترئة العاجزة.

لكوارب: كيف تنظرون إلى الثورات العربية وانعكاساتها على موريتانيا؟

د. أبوبكر: أنا أرى في الثورات العربية الحالية فاتحة مرحلة جديدة عنوانها الحرية والكرامة الإنسانية، فبعد عقود طويلة من الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي على الشعوب العربية دخلنا في عهود التحرر والصدح بقدسية الحرية والسعي إلى نيلها بأغلى الأثمان وأزكى الدماء، كما قال شوقي مخاطبا ثوار دمشق في النصف الأول من القرن الماضي:
وللحرية الحمراء باب     بكل يد مضرجة يدق

فالكرامة الإنسانية عنوان حاضر الشعوب العربية ومستقبلها وهو ما يجعلني لا أشك أبدا في أن مستقبل العرب خير من ماضيهم وحاضرهم، وأرجو أن تتسع ساحة هذه الثورات السلمية لتشمل جميع أقطار العروبة فتنتشلها من أيدي الضياع والظلم إلى ساحة الأمن والحرية والاستقرار.

أما انعكاسات هذه الثورات على موريتانيا فما زالت محدودة جدا، بل يمكن القول إنها معدومة، لكن ذلك لا يمنعني من التفاؤل باستفادة شباب موريتانيا من نظرائهم في باقي أقطار العروبة حتى يصنعوا في المستقبل القريب ثورة شبابية سلمية تقود البلاد إلى عصر الحرية والعدالة وتخرجها نهائيا من عهود الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي والتخلف الحضاري.

لكوارب: هل من كلمة أخيرة؟

د. أبوبكر: أجدد شكري لمدونة لكوارب والقائمين عليها وأدعوهم لمواصلة عملهم النبيل للنهوض بمدينة روصو وشبابها، بل مضاعفة هذا العمل وتوسيع نطاقه، لأن العمل لاالثقافي يحتاج إلى جهود كبيرة مستمرة وصبر مع طول نفس حتى تتحقق آمالنا في نهوض هذا الوطن وتطوره وازدهاره، "فالنصر مع الصبر" ولن يغلب عسر يسرين.

لكوارب: شكرا جزيلا 

هناك 3 تعليقات:

  1. عبدالله ولد بوبوه13 أغسطس 2011 في 1:35 م

    شكرا للمدونة على القابلة ، هذا الشاب أبوبكر ولد أحميد ضحى بوظيفته كأستاذ فى التعليم الثانوي من أجل الحصول على أعلى الدرجات العلمية ، فأحييه وأحي فيه روح المثابرة التى أعرفها فيه

    ردحذف
  2. عبدالله ولد بوبوه13 أغسطس 2011 في 1:53 م

    شكرا للمدونة على هذه المقابلة للمتعة والمفيدة ، هذا الشاب أبوبكر ولد احميد ضحى بوظيفته كأستاذ للتعليم الثانوي ، من أجل إكمال دراسته والحصول على أعلى المراتب العلمية ،فأحييه وأحي فيه تلك الروح الطموحه التى أعرف فيه .
    فهنيئا لموريتانيا على أمثاله

    ردحذف
  3. لله در الشاعر عمر بن اسحاق الذي هنأ الدكتور أبابكر بن احميد بقوله

    هنيئا ابابكر فلا زلت شامخا *** ولا زلت من عليا لاعلى العلا تعلو
    فكم اثلجت منا الصدور بفوزكم ***** وكم قد سعدنا اذ بكم جمع الشمل
    ولا غرو ان احرزت كل فضيلة *** فاشبهت اباء ذرى المجد قد حلوا
    وهل ينبت الخطي الا وشيجه **** وتغرس الا في منابتها النخل

    ردحذف